14
ورغم هذه البينة الخارقة، لم يؤمن الكافر بإله إبراهيم، ولم يقنعه منطق الطير والوحش! إنما طغى وتجبر، ودخل مع إبراهيم عليه السلام في مناظرة جدلية حول العقيدة الجديدة.
ويحكي القرآن الكريم هذه المناظرة في قوله تعالي:
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين (البقرة: 258). ويعقب «السدي» بالقول: «إن هذه المناظرة كانت بين النمروذ وإبراهيم يوم خرج من النار»،
15
وهنا يضيف ابن كثير: إن الله اختتم هذه المجادلة التي لا طائل من ورائها بعد أن ظل نمروذ على جحوده، بأن «أرسل ... عليهم ذبابا من البعوض، بحيث لم يروا عين الشمس، وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بالية، ودخلت واحدة منها في منخر الملك، فمكثت في منخره أربعمائة سنة (؟!) عذبه الله بها، فكان رأسه يضرب بالمراذب هذه المدة كلها، حتى أهلكه الله عز وجل.»
16
وإذا لم يعجب العقل لأربعمائة سنة عمر الإنسان، وعذابا، أفلا يعجب من بعوضة تعيش أربعة قرون، تستمتع بمشهيات المنخار النمروذي؟
أما ما تلا ذلك عند الإخباريين فهو خروج إبراهيم
صلى الله عليه وسلم
অজানা পৃষ্ঠা