মুযসসার মিসাহিবি আল-সুন্নাহ শারাহ
الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
তদারক
د. عبد الحميد هنداوي
প্রকাশক
مكتبة نزار مصطفى الباز
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
প্রকাশনার বছর
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ
জনগুলি
يحتمل: أن يكون استغفار هذه الأصناف المذكورة من الخلائق بعضه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، وهو أن يتكسب الله تعالى له بعدد كل حيوان من الأنواع المذكورة- كالحيتان وغيرها- مغفرة، ووجه الحكمة فيه: أن صلاح العالم: بالعلم، وما من شيء من الأصناف المذكورة إلا وله مصلحة معقودة بالعلم؛ وقد كان أبو ذر ﵁ يقول: (تركنا محمد ﷺ وما من طائر يحرك جناحيه في الهواء، إلا وقد أذكرنا منه علما)؛ فكتب الله على كل نوع منها لطالب العلم استغفارا؛ جزاء له عنها بعلمه المعقود به صلاحها.
ولم نستوعب بيان مصالحها المعقودة بالعلم اكتفاء بما أشرنا إليه، والله أعلم.
[١٥٣] ومنه: حديث أبي أمامة- ﵁: (ذكر لرسول الله ﷺ رجلان، أحدهما: عابد، والآخر: عالم ...) الحديث.
يريد: رجلين يكون أحدهما كذا، والآخر كذا؛ على سبيل التمثيل، ولم يرد رجلين بأعيانهما.
[١٥٤] ومنه: قوله ﷺ في حديث أبي سعيد الخدري- ﵁: (استوصوا بهم خيرا).
والاستيصاء: قبول الوصية، والاستيصاء: طلب الوصية من نفسه أو من غيره، بأحد أو بشيء، وهو في المعنى قريب من التواصي، وهو أن يوصى بعضهم بعضا، ومعناه: الأمر بمراعاة أحوالهم والتعهد لهم.
و(وصى): حكمه حكم (أمر)؛ يقال: (وصيت زيدا بأن يفعل خيرا) كما يقال: (أمرته بأن يفعل خيرا، وقولك: (وصيت زيدا بعمرو) أي: وصيته بتعهد عمرو ومراعاته؛ قال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) أي: وصيناه بإيتاء والديه حسنا، وكذلك قوله ﷺ: (فاستوصوا بهم خيرا) أي: بإيتائهم خيرا، واقبلوا وصيتي بإيتائهم خيرا.
[١٥٥] ومنه [٣٣/ب]: حديث أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ: (الكلمة الحكمة ضالة
1 / 104