মুয়াসসার ফি হায়া

আলি ইবনে নাইফ শুহুদ d. 1450 AH
90

মুয়াসসার ফি হায়া

الميسر في حياة الخلفاء الراشدين

المبحث الخامس

حروب الردة

لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتسع نطاق الردة ونجم النفاق في كل مكان إلا ما كان من المدينة ومكة والطائف والبحرين، ثم إن المناطق التي تقع إلى الشمال من المدينة، قد خاف أهلها بإرسال جيش أسامة، وقالوا : لو لم يكن للمسلمين قوة لما أرسلوا مثل هذا الجيش، فلنترك الأمر إلى قتالهم مع الروم، فإن انتصر الروم فقد كفونا القتال، وإن انتصر أسامة فقد ثبت الإسلام، وهذا ما جعل الردة والنفاق تنكفأ في تلك البقاع.

وكان المرتدون فريقين، أولهما قد سار وراء المتنبئين الكاذبين أمثال مسيلمة وطليحة والأسود، وآمنوا بما يقول الكذابون، وثانيهما بقي على إيمانه بالله وشهادته بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وإقام الصلاة، إلا أنه قد رفض تأدية الزكاة وعدها ضريبة يدفعها مكرها، وقد أرسل هذا الفريق الثاني وفدا إلى المدينة لمفاوضة خليفة رسول الله، وقد نزل على وجهاء الناس في المدينة، عدا العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه، وقد وافق عدد من كبار المسلمين على قبول ما جاءت به رسل الفريق الثاني، وناقشوا في ذلك الأمر، أبا بكر، ومنهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، وغيرهم، إلا أن أبا بكر رضي الله عنه قد رفض منهم ذلك، وقال قولته المشهورة "والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجاهدتهم عليه".

পৃষ্ঠা ৯১