196

মুওয়াশ্শা

الموشى

তদারক

كمال مصطفى

প্রকাশক

مكتبة الخانجي،شارع عبد العزيز

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية

প্রকাশনার বছর

١٣٧١ هـ - ١٩٥٣ م

প্রকাশনার স্থান

مصر - مطبعة الاعتماد

له ظَفْرٌ، ولا يَكثُر له شَعر، ولا يفوح لإبطه دَفَر، ولا لبدنه غَمَر، ولا يسيل له أنف، ولا يَسود له كفّ، ولا يظهر له شُقاق، ولا يَرشَّش له بصاق، ولا يقف في مأقِه رَمَد، ولا صِوارِه زَبَد. ومن زيّهم في مُصاحبة الأودّاء، ومعاشرة الأخلاّء، حفظ العهود، وإنجاز الوعود، والدوام على الوفاء، وقلّة الرغبة في الجفاء؛ وحسن المؤاتاة لأودّائهم، والمساعدة لأخلاّئهم، والبِشر بمن لَقوا، والتفقّد لمن فقدوا، والمساعفة بأبدانهم، والمعونة بأموالهم، وتخفيف المُؤن على إخوانهم، وكفّ الأذى عن جيرانهم، والصفح عن المسيء لهم عند إساءته، ومقابلة المحسن بإحسانه، والترحيب بالصغير، والتبجيل بالكبير. وقد حدّثني محمد بن يونس القيسي قال: حدثنا يزيد بن بيان قال: حدثنا أبو الرجال عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، ﷺ: " ما من شابّ أكرم شيخًا عند سنّه إلا قيّض الله له من يُكرمه عند سنّه ". وقد يجب أيضًا على أهل المُرُوّة مثل الذي يجب على أهل الظرف، والفُتُوّة والأدب، لأنهما ليسا باللذاذة والقصف، ولا بالمفاخرة والحسب، وإنما هما بكمال المُرُوّة والأدب، ولن يعرف الفتى جميل مواهب الفُتُوّة، إلا بسُلوك طرائق المُرُوّة، وقد ذُكرت الفتوّة عند بعض العلماء فقال: إن الفتوة ليست بالفسق والفجور، ولكنها طعامٌ موضوعٌ، وأذىً مرفوع، ونائلٌ مبذولٌ، وبِشرٌ مقبول، وغَفافٌ معروفٌ، واجتنابٌ للقبيح، وأدبٌ ظاهرٌ، وخُلق طاهر، وتركُ مجالسة أهل الشرور، والسموُّ إلى معالي الأمور، والإحسان إلى من أساء، ومكافأة من أحسن، وقضاء حوائج الناس،

1 / 196