قال إن معاوية هلك فأهون به هالكا ومفقودا فقد انكسر باب الجور وكان قد عقد لابنه بيعة ظن أنه أحكمها وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور وأنا أقسم بالله قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين وهذا الحسين بن علي ابن رسول الله(ص)ذو الشرف الأصيل والعلم والسابقة والسن والقرابة يعطف على الصغير ويحنو على الكبير فأكرم به راعي رعيته وإمام قوم وجبت لله به المحجة وبلغت به الموعظة فلا تعشوا عن نور الحق ولا تسكعوا في وهدة الباطل فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها مع ابن رسول الله ونصرته والله لا يقصر أحد عنها إلا ورثه الله الذل في ولده والقلة في عشيرته وها أنا ذا قد لبست للحرب لأمتها وأدرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت ومن يهرب لم يفت فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب.
كلمات القوم
فتكلم بنو حنظلة فقالوا يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك إن رميت بنا أصبت وإن غزوت بنا فتحت لا تخوض والله غمرة إلا خضناها ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت فقم.
وتكلمت بنو سعد بن يزيد فقالوا يا أبا خالد إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا رأيه وبقي عزنا فينا فأمهلنا نراجع الرأي ونحسن المشورة ويأتيك خبرنا واجتماع رأينا.
وتكلمت بنو عامر بن تميم فقالوا يا أبا خالد نحن بنو أبيك وحلفاؤك لا نرضى إن غضبت ولا نغضب إن رضيت ولا نقطن إن ظعنت ولا نظعن إن قطنت والأمر إليك والمعول عليك فادعنا نجبك وأمرنا نطعك والأمر لك إذا شئت.
পৃষ্ঠা ২৮