ولما رأينا آل عمرو تقدموا ... بأيديهم بيض تقلبها اللحى / والسبب : هو كل ما يتوصل به إلى المطلوب ، كما تقول : جعلت فلانا 8 أسببا لحاجتي ، أي وصلة ، وجمعه أسباب ، والأسباب في غير هذا : نواحي الشيء وجوانبه من عال وسفل ، فأما الأسباب العلوية ، فقوله تعالى : [ لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات ] (¬1) يريد نواحي السماء ، وقيل : أبوابها ، وأما الأسباب السفلية ، فقوله تعالى : [ فأتبع سببا ] (¬2) أي ناحية من الأرض ووجهة منها ، والأسباب من الفازة أطنابها ، والفازة : الخيمة ، قال الشاعر :
ضربنا لهم غدوة فازة ... ... جعلنا الأعنة أطنابها
وقال الشاعر في الفازة :
وأحسن من ماء الشبيبة كله حيا بارق في فازة أنا شائمه (¬3)
وكذلك الآفاق ، وهي معنيان ، فالآفاق العلوية : نواحيها ، قال الشاعر :
ولست مدركا آفاقها ... ... وكيف وأنت من الأسفلينا
يعني لست مدركا سماء مجدنا ومنزلتنا ، إذ لم تزل حامل الذكر ، قال الشاعر :
لو نال حي بجود أو بمكرمة ... ... أفقه السماء لنالت كفه الأفقا
والآفاق السفلية : نواحي الأرض ، قال الله تعالى : [ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ] (¬4) وفي هذه معنيان ينطلقان على العلوي والسفلي ، والآيات : العلامات ، واحدتها آية ، وجمعها آي بغير هاء ، وقد تكون للواحد وللجمع ، لأنك تقول : ساح وساحة ، وباح وباحة ، وراح وراحة ، فالأول جمع ، والثاني واحد ، قال جرير :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
والأقطار أيضا كذلك ، قال الله تعالى : [ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض ] (¬5) .
حرف السين :
سار مجدا في الملا ... ... وأبحر الشوق ملا
পৃষ্ঠা ২৩