هذا وقد أدى تنوع تضاريس اليمن إلى تنوع في مناخه علاوة على أن وقوعه في المنطقة المدارية وقربه من المسطحات المائية وتعرضه لهبوب الرياح الموسمية المحملة بالأمطار قد زاد من ذلك التنوع المناخي، يضاف إلى ذلك خصوبة التربة البركانية الذي جعل المنطقة صالحة للزراعة، ولذلك أطلق عليها اليونانيون القدماء اسم العربية السعيدة (Arabia Felix).
ويتضح مما سبق أن اليمن ليس به مساحات سهلة متصلة تسمح بوجود تجمعات بشرية كبيرة؛ إذ أن وديان اليمن وسهوله محدودة المساحة، تحدها قمم المرتفعات الجبلية فوق الهضبة أو تفصل بين بعضها البعض مناطق صحراوية قاحلة، ولهذا تختلف الكثافة السكانية في اليمن من جهة إلى أخرى، فتزداد حيث السهول والوديان وتوافر الأمطار أو المياه الجوفية، وتقل حيث تشتد وعورة الجبال ويقل الاخضرار، ونتيجة لتلك الظروف الطبيعية فقد اختلفت خصائص سكان اليمن ونشاطهم البشري، فاتصفوا بقوة الشكيمة، وضراوة الطبع، والقسوة، والشدة، وهي صفات جعلت قوة احتمالهم لخوض الحروب كبيرة، وتحت ظل هذه الظروف والخصائص البشرية أصبحت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية، ففرض ذلك على اليمنيين نوعا معينا من السلوك جعلهم يتصفون بالحذر من كل من هو أجنبي عنهم.
وقد تميز النشاط البشري في اليمن بكون أكثر اليمنيين يعملون في مجال الزراعة، وقليل منهم من يقوم بأعمال الرعي والتجارة.
পৃষ্ঠা ৯