قال الإمام الهادي: "الإمام الذي تجب طاعته هو أن يكون من ولد الحسن أو الحسين عليهما السلام، ويكون ورعا، تقيا، صحيحا، نقيا، وفي أمر الله عز وجل جاهدا، وفي حطام الدنيا زاهدا، فهما بما يحتاج إليه، عالما بملتبس ما يرد عليه، شجاعا، كميا، بذولا، سخيا، رؤوفا بالرعية، رحيما، حليما، مواسيا لهم بنفسه، مشاركا لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، رصين العقل بعيد الجهل ، آخذا لأموال الله من مواضعها، رادا لها في سبلها، مفرقا لها في وجوهها التي جعلها الله لها، مقيما لأحكام الله وحدوده، آخذا لها ممن وجبت عليه ووقعت بحكم الله فيه، من قريب أو بعيد شريف أو دني، لا تأخذه في الله لومة لائم، قائما بحقه، شاهرا لسيفه، داعيا إلى ربه، مجتهدا في دعوته، رافعا لرايته، مفرقا للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفا للظالمين، مؤمنا للمؤمنين، ولا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى هلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشردا عنهم، خائفا منهم، لاتردعه ولا تهوله الأخواف، ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم بكثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصر، فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسنين عليهم السلام فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته".تلك الشروط قد يرى البعض أنها صعبة، بل ذكر عبد الصمد الدامغاني (ق 6ه) أن مما نقم على الزيدية هو شروط الإمام الصعبة لديهم...فنعم ما نقموا به!!.
وقد يتساءل القارئ عن سبب اتساع التمهيد، فأجيب قائلة: إن هذا التمهيد جزء لا يتجزأ من البحث، ولولاه، ولولا مجيئه على هذه الصورة لاعتبر البحث ناقصا، لا يرسم صورة متكاملة عن اليمن وأحواله المختلفة في تلك الفترة.
والآن تبدأ أربعة فصول تكون مادة البحث الأساسية، وعناوينها بالترتيب كالتالي:
الفصل الأول: الجوانب الشخصية للإمام إسماعيل بن القاسم.
الفصل الثاني: امتداد حدود الدولة الزيدية في عهد الإمام إسماعيل بن القاسم -عليه السلام-.
الفصل الثالث: العلاقات الخارجية للإمام إسماعيل بن القاسم -عليه السلام-.
الفصل الرابع: الحياة الحضارية لبلاد اليمن في عهد الإمام -عليه السلام-.
الفصل الأول
الجوانب الشخصية للإمام
إسماعيل بن القاسم عليه السلام
* مولده
* تعليمه
* صفاته
* مبايعته بالإمامة
* وفاته
পৃষ্ঠা ২৭