وهذا ما يقوله أئمة أهل البيت ومن وافقهم من الشيعة وغيرهم لأحاديث التمسك بالثقلين ونحوها، ولإجماع الصحابة على شرط النسب والقرابة، ولإجماع المسلمين جميعا على صحتها فيهم، حتى الخوارج؛ لكونهم يجيزون إمامة الأفضل من المسلمين جميعا... والأفضل كما جاء في الحديث: قريش ومنها بنو هاشم، ومنهم الرسول ثم الإمام علي عليه السلام، يتلوه آل بيته من ذرية علي وفاطمة عليهما السلام.
أما صحتها في غيرهم فالجمهور من المعتزلة، والأشعرية، والأئمة الأربعة يصححونها في قريش لا في غيرها، ومن قريش أهل البيت النبوي الشريف، والزيدية ومن وافقهم يصححونها في البطنين الحسن والحسين على حد سواء، والإمامية لا يصححونها إلا في اثني عشر إماما من أهل البيت عليهم السلام، أولهم الإمام علي بن أبي طالب ثم الحسن يتلوه الحسين ثم في تسعة من أولاد الحسين آخرهم المهدي.
إذا فالزيدية تتفق مع كل المذاهب الإسلامية في الشروط المعتبرة في الإمام، إلا أنهم في شروط النسب حصروه في البطنين الحسن والحسين عليهما السلام، ولم يشترط أن يكون الإمام منصوصا عليه بعد الإمام علي وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام، ولا أن يكون (بعد الأئمة الثلاثة السابقين) معصوما، ولا أن يكون (بعدهم) أعلم أهل الأرض في كل معلوم، كما اشترطت الإمامية الاثنا عشرية، لكن من ضمن شروطهم أن يكون الأعلم في علوم الشريعة وما كان طريقا لفهمها.
পৃষ্ঠা ২৫