والإمام مالك بن أنس الأصبحي روى عن آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن أئمتهم، وابتلي بسبب حبه لأئمتهم، وبسبب قول الحق فإنه أفتى بخلع المنصور العباسي، وبايع وأفتى بمبايعة الإمام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم صلاة الله وسلامه، واغتاظ لذلك عامل المدينة جعفر ابن سليمان، وهو عم الخليفة العباسي في زمانه، فجرد الإمام مالك من ثيابه، وضربه سبعين سوطا، ومع ذلك لم يزدد الإمام مالك إلا حبا لآل البيت عليهم السلام، ولم يحصل عليه من أثر الابتلاء إلا ما زاده الله سبحانه به علوا وشرفا.
وهذا الإمام الشافعي محمد بن إدريس الشافعي، بايع الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن عليهم السلام، وكان أيضا أحد دعاته، وقد ابتلي بسبب ذلك حيث اتهمه الخليفة العباسي هارون الملقب بالرشيد أنه يؤامر مع الطالبيين بالخروج عليه، وكان الشافعي في اليمن فحمل إلى هارون مع الطالبيين، وهو بالرقة فلم يتبين عليه شيء من أمره فأطلقه، وقد رواه الأستاذ مصطفى محمد عمارة في مقدمة شرح الترغيب والترهيب، ولما اتهم الشافعي بالرفض بسبب محبته لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال شعرا:
إن كان رفضا حب آل محمد
পৃষ্ঠা ২৩