وكانت الجزيرة اليمنية من أهم الجزائر لدى الإسماعيليين الفاطميين، كما كان انتشار التشيع والمتشيعين في بلاد اليمن سرا وعلانية على الطريقة الإسماعيلية؛ نظرا لطبيعة بلاد اليمن الجبلية الوعرة، وهذا من أهم الأسباب التي دعت الإمام الحسين بن أحمد - آخر الأئمة المستورين عندهم- إلى إرسال كل من الحسن بن فرخ بن حوشب الكوفي(1) المعروف بمنصور اليمن إلى جبال لاعة(2) غرب صنعاء، وعلي بن الفضل اليمني(3) إلى جبال يافع(4) في الجنوب، وذلك لنشر مبادئ المذهب الإسماعيلي، وحال بعد اليمن عن مركز الخلافة ووعورة طرقها، بالإضافة إلى انشغال العباسيين في هذا الوقت بثورة الزنج(1) (255 - 270ه / 868 - 883م) بين الخلافة وتوجيه الجيوش إلى اليمن لمواجهة تسرب الدعوة الفاطمية، فأدى ذلك إلى نجاح الدعاة في تدعيم ركائز المذهب الإسماعيلي في اليمن.
وقد انتشر هذا المذهب في جبال حراز(2) إلى الغرب من صنعاء، وفي نجران(3) بين بعض فئات من قبائل يام(4).
وتختلف الإسماعيلية عن الزيدية في معظم الأمور سواء كانت الأصولية أو الفرعية، ولذلك كانوا دائما في عداء مستمر مما دفع الإسماعيليين للانضمام إلى العثمانيين في صراعهم ضد الزيدية.
পৃষ্ঠা ১৮