440

إلى ممالك فقد يضاف إلى والده ، لما كان الأدب (1) هو السبب فيما هو السبب فيه ، فما ادعاه من الظاهر لا يصح. وعلى هذا الحد يطلق فى المعاصى ، فيقال : هى من الشيطان ، لما كان دعاؤه إليها كالسبب والمعونة ، وربما قويت هذه الإضافة فيتسع فيها بذكر الفعل لقوتها ، فيقال فى أدب الولد ، إنه من عمل أبيه ، وقد قال تعالى فى مثله : ( قال هذا من عمل الشيطان ) (2).

وعلى هذا الحد نقول فى الطاعات أجمع : إنها من الله تعالى ، لما وصلنا إليها بألطافه ومعونته وتيسيره ، ولا نقول ذلك فى المعاصى ، وإن مكن تعالى منها ، لما منع منها بالنهى والزجر والتهديد.

وعلى هذا الوجه نقول فيما يصل إلينا من العطايا والهبات : إنها من نعم الله ، وإن كان آخر السبب الذى به ملكنا من فعلنا ، وما قبله من فعل المعطى ، لما كان لا يتم كونه نعمة إلا بأمور من قبله تعالى فى الحال ومن قبل ، و[ لأنه ] أراد ذلك ولم يمنع منه (3).

فإن قيل : أليس تعالى يشكر على نعمه أجمع ، فيجب أن يستحق الشكر على الإيمان والمدح والتعظيم ، وهذا يوجب كونه مستحقا لذلك على فعلنا !

ولئن جاز ذلك ليجوزن ما قالت المجبرة ، من أنا نستحق المدح والذم والثواب والعقاب على فعله تعالى فينا!

وبعد ، فيجب أن يكون القرآن من جملة النعم التى بها يستحق القديم تعالى

পৃষ্ঠা ৪৪৫