431

دون من يختلف حاله فيما يحدثه مرة بقدر (1) ومرة ببخت ، ومتى استعمل ذلك فى أحدنا ، فعلى تقييد وبيان.

والمراد بالآية تبكيت عباد الأصنام وتوبيخهم على عبادتهم ، من حيث لا يصح منها أن تخلق وعدولهم وتنعم عن عبادة الله الذى هو الخالق للأعيان ، والمنعم يساير وجوه الإنعام ، ولذلك قال فى الآية الثانية : ( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) فبين معنى ما ذكرناه ، بعد أن ذكر نعمه وأنها لا تحصى ، منبها بذلك على أنه المختص باستحقاق العبادة ، من حيث يختص بخلق النعمة التى بها يستوجب العبادة ، وهذا ظاهر.

فإن قال : فقد كان فيمن يدعون من دون الله من هو فاعل فى الحقيقة عندكم ، كنحو من عبد عيسى وغيره ، فيجب أن يدل ذلك على أنه لا يجوز أن يخلق!

قيل له : المقصد بالكلام هو من يعبد الأصنام ، ولذلك قال بعده : ( أموات غير أحياء وما يشعرون ... ) [21] ولو دخل تحته ما ذكرته لكان ما تقدم يسقطه ؛ لأنا قد بينا أن العبد لا يخلق على الإطلاق ، وقد بينا أيضا أن ما به تستحق العبادة لا يصح من العبد أن يفعله ، وكل ذلك يسقط ما ذكرته.

** 399 مسألة :

تعالى : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ... ) [25].

পৃষ্ঠা ৪৩৬