426

ثم قال بعده : ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) [66].

والجواب عن ذلك : أن ظاهر قوله : ( إنها لمن الغابرين ) إنها لمن الباقين ، فخبر (1) تعالى أنها خارجة عن جملة من ينجو من آل لوط ، داخلة فى جملة من يهلك ، فمن حيث بقيت فى جملتهم وأخبر تعالى بذلك فيها ، جاز أن يطلق فيها لفظة التقدير ، والمراد بذلك الإخبار عن حالها.

ولو كان المراد بذلك ما فعله بها مع قوم لوط ، لكان ذلك غير دال على ما ذكره أن الذى حل بها وبهم هو من فعله تعالى ، لا من أفعال العباد. ولهذا استدللنا بهذه الآية على أن لفظة « القدر ) قد تطلق على أفعال العباد ، على بعض الوجوه ، من حيث أخبر تعالى عنه وحكم به.

فأما قوله تعالى : ( وقضينا إليه ذلك الأمر ) فالمراد به الإعلام والإخبار ، ولذلك قال بعده : ( أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) ولا يليق ذلك إلا بأن يكون المراد بما تقدم : الإخبار دون الإيجاد. وقد بينا من قبل الكلام فى القضاء والقدر ، وما يجوز على الله ، وما لا يجوز ، فلا وجه لإعادته .

وقد قال بعض شيوخنا رحمهم الله : إن « القضاء ) فى حقيقة (2) اللغة : هو الفراغ من الشيء وبلوغ آخره ونهايته ، وإذا استعمل « ذلك فى الخبر (3) فمن حيث يدل من حال الفعل على ما ذكرناه ، ولهذا يقال فيما يتم ويلزم عند حكم

পৃষ্ঠা ৪৩১