فأما تعلقهم فى انقطاع العقاب فلا يصح ، لأنه ليس فى ظاهره إلا أنهم فى النار ما دامت السموات والأرض ، ولم يذكر أن المراد به دوامهما قبل الفناء أو بعده ، والكلام محتمل فلا يصح.
وإن ثبت أن ذلك « شرط فالواجب أن يحمل (1)» على أن المراد حال انقطاعهما دون حال دوامهما.
والمراد بالآية عند بعض (2) شيوخنا رحمهم الله التبعيد دون الشرط ، مبينا بذلك أنهم لا يخرجون من النار أبدا ، وهذا كقولهم : لا حييتك ما لاح كوكب وأضاء الفجر ، إلى ما شاكله ، فجرى تعالى على طريقتهم فى الخطاب ، لأن أبعد الأمور زوالا فى عقولهم كان السموات والأرضين ، فعلق ذلك بهما ، على ما ذكرناه ، ودل على أن هذا هو المراد بوصفه الذين سعدوا بمثله ، ولا خلاف أن كونهم فى الجنة لا يجوز أن يكون منقطعا ، فلا بد من حمل الكلام فيهم على هذا الوجه ، وكذلك القول فى الذين شقوا.
يبين ذلك : أن فى الذين شقوا الكفار ، ولا خلاف فى دوام عقابهم فلا بد من هذا الوجه أيضا من (3) حمل الكلام على ما قلناه.
وقد قيل فى تأويله : إنه محمول على الشرط ، وأنه تعالى أراد أن كونهم فى النار فى الآخرة يكون فى الدوام كدوام السموات والأرضين فى الآخرة ، لأن الخطاب يقتضى ذلك ، ويوجب أن حال الشرط حال المشروط ، ولهذا يبطل تعقلهم بالظاهر.
(م 25 متشابه القرآن).
পৃষ্ঠা ৩৮৫