337

نص الكتاب على خلافه ، وحمله على الوجه الصحيح ظاهر ؛ لأنه تعالى بين أن إنفاقهم المستقبل لا يتقبل ، لتقدم الكفر والفسق وترك الصلاة والإنفاق (1) على غير وجهه منهم ، وأحد الإنفاقين غير الآخر.

** 295 مسألة :

فقال : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) [55].

والجواب عن ذلك : أن ظاهر الكلام أنه تعالى يريد تعذيبهم للأحوال التى ذكرها ، وإزهاق أنفسهم كذلك. وليس فيه أنه يريد كفرهم ، وإنما ذكر أنهم فى حال ما أراد منهم كافرون ، ولا يجب إذا أراد منهم الشيء وهم على حال وصفة أن يريد كونهم كذلك ، لأن أحدنا قد يريد من الطبيب معالجة ولده فى حال مرضه « ولا يريد مرضه وإن كان (2) لو زال لم يرد المعالجة ، فكذلك أراد تعالى ذلك بهم (3) وهم كفار ، ولو زال كفرهم لم يرده ، وكل ما يريده تعالى من العقاب وما شاكله فإنما يريده بالعبد إذا كان كافرا ، خصوصا إذا كان الكلام فى حال التكليف.

فبين عز وجل أن أموالهم وأولادهم ، وإن كان ظاهره نعمة ويعجب بمثله ، فإنه تعالى يريد أن يعذبهم بها فى الدنيا بإحلال الغموم والأحزان بهم (4) وصرفهم لها (5) إلى ما يوجب العقاب ، ولأنها صارت فى حكم السبب لكفرهم ، ثم بين أنه يريد إزهاق أنفسهم وإهلاكهم لسوء اختيارهم فى ثباتهم على الكفر مع تمكنهم من الإقلاع ، وهذا بين ظاهر.

পৃষ্ঠা ৩৩৮