312

لبعضهم أكثر مما يلزم الغير ، فتجب صحة الزيادة والنقصان ، وإنما كان يمتنع ذلك لو كان الإيمان خصلة واحدة ، وهو القول باللسان ، أو اعتقادات مخصوصة بالقلب.

ومنها : أنه يدل على أن الرزق هو الجلال ؛ لأنه تعالى جعل (1) من صفات المؤمن ، ومن جملة ما يمدح عليه أن ينفق مما يرزق ، ولو كان ما (2) ليس بحلال يكون رزقا لم يصح ذلك!

ومنها : أن الواجب على من سمع ذكر الله تعالى والقرآن أن يتدبر معناه ، وهذا هو الغرض فيه ، لأن وجل القلب والخوف والخشية لا يكون بأن يسمع الكلام فقط ، من غير تدبر معناه ، وإنما (3) يقع بالتدبر والتفكر ، فيجب أن يلزم الأمر الذى معه يصح وجل القلب والخوف والخشية. ويدل ذلك على وجوب النظر والتدبر فى الأمور والأدلة (4)، لأنه يقتضى ما ذكرناه من الوجل والخشية.

وقوله تعالى : ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) يدل صريحه على أن الزيادة فى الإيمان تجوز.

ومنها : أنه يدل على أن التوكل على الله تعالى واجب ، وأنه من صفات المؤمن ، وذلك يقتضى الرجوع إليه تعالى فى طلب الرزق والمنافع ، ودفع المضار ، بالوجوه التى تحل ، لأن هذا هو التوكل ، دون ما يقوله الجهال من أنه العدول عن طريق المكاسب وإهمال النفس!

পৃষ্ঠা ৩১৩