فرد عليها بصوت عال ومنفعل: «هذا فعل مثير للاشمئزاز.» ندمت روز في تلك اللحظات على إخبارها له بما حدث، وقالت له إنها مضطرة للعودة إلى العمل. «هل أنت بخير؟» «نعم.» «سأكون هنا. فلتنادي علي فقط إذا عاد.»
كان ذلك الشاب هو باتريك. لو أن روز كانت تحاول إيقاعه في غرامها، فما كانت لتختار وسيلة أفضل من تلك. كان يؤمن بالعديد من مفاهيم الشهامة، رغم أنه كان يتظاهر بسخريته منها من خلال نطق بعض الكلمات أو العبارات بنبرة تعجب، مثل: «الجنس اللطيف» أو «آنسة في ورطة». وبذهاب روز إليه في ركن القراءة بهذه القصة، جعلت من نفسها «آنسة في ورطة». ما كانت سخريته لتخدع أحدا؛ فكان من الجلي أنه يتمنى العيش في عالم الفرسان والسيدات رفيعات الشأن، ونوبات الغضب، والإخلاص.
ظلت تراه في المكتبة كل سبت، والتقت به في كثير من الأحيان أثناء سيرها بأرجاء الحرم الجامعي أو في الكافتيريا. كان يلقي عليها التحية بكياسة واهتمام، متسائلا عن حالها على نحو يشير إلى احتمال تعرضها لاعتداء آخر أو احتمال كونها لا تزال في مرحلة التعافي من الاعتداء الأول. وكان وجهه يتحول للحمرة الشديدة عند رؤيته لها، الأمر الذي ظنت روز أنه بسبب شعوره بالإحراج عند تذكره ما روته له، لكنها اكتشفت فيما بعد أن السبب وراء ذلك هو أنه كان مغرما بها.
توصل باتريك إلى اسمها ومكان إقامتها. اتصل بها هاتفيا في منزل الدكتورة هينشو، وطلب اصطحابها إلى السينما. في البداية، عندما قال لها عبر الهاتف: «أنا باتريك بلاتشفورد» لم تستطع تذكره، لكنها سرعان ما تعرفت على الصوت العالي المحزون والمرتعد. وافقت روز على طلبه، وكان من بين أسباب موافقتها ما قالته الدكتورة هينشو دوما عن سعادتها لعدم إهدار روز وقتها في التسكع مع الشباب.
بعد أن بدأت روز في الخروج مع باتريك، سألته: «ألن يكون من المضحك إذا كنت أنت من أمسكت بساقي في المكتبة ذلك اليوم؟»
لكن باتريك لم ير ذلك مضحكا، وأفزعه تفكيرها على هذا النحو.
قالت له إنها لا تقصد سوى المزاح، وإن ما عنته هو أن هذا الافتراض كان سيحدث تغييرا هائلا في القصة، كإحدى قصص سومرست موم أو أحد أفلام هيتشكوك. كانا قد شاهدا لتوهما فيلما له. «أتعلم، لو كان هيتشكوك قد صنع فيلما عن موقف مشابه لذلك، لكنت لعبت أنت دور الرجل المتوحش النهم الذي أمسك بساقي، ويكون ذلك جانبا من شخصيتك، والجانب الآخر هو الطالب الخجول.»
لم يعجبه ذلك أيضا.
وسألها: «هل هذه صورتي في نظرك ... طالب خجول؟» بدا لها أنه خفض صوته، واصطنع بعض نبرات الشكوى، ومال بذقنه إلى الداخل، كما لو كان يمزح. لكنه قلما مزح معها؛ فهو يرى أن المزاح ليس لائقا عندما يكون المرء مغرما. «لم أقل إنك طالب خجول أو ممسك للسيقان. إنها مجرد فكرة طرأت علي.»
فرد عليها بعد برهة قائلا: «أظنني أفتقر في نظرك لملامح الرجولة.»
অজানা পৃষ্ঠা