43

ভিক্ষুকিনী

المتسولة

জনগুলি

وكانت فلو ترد عليه متفقة معه: «لا راحة للأشرار.»

وعندما كان يغادر المتجر، كانت فلو تركض نحو النافذة لتنظر إلى الخارج حيث تقف عربة نقل الموتى القديمة سوداء اللون ذات الستائر الأرجوانية.

وعندما كانت العربة تسير مبتعدة بتؤدة كخطى الجنائز، كانت فلو تقول: «سوف يذهب لملاحقتهن اليوم!» كان هذا الرجل القصير يعمل حانوتيا، لكنه كان قد تقاعد آنذاك، والعربة أيضا لم تعد تستخدم في نقل الموتى. فتولى أبناؤه العمل، واشتروا عربة جديدة، في حين ظل هو يقود العربة القديمة متجولا في أنحاء البلدة بحثا عن النساء. هكذا قالت فلو، لكن روز لم تصدقها. وأضافت فلو أنه كان يعطي أولئك النساء العلكة والحلوى. فتقول لها روز إنه ربما كان يأكلها بنفسه، فترد فلو بأنه قد شوهد وسمع أثناء فعله ذلك. وعندما يكون الطقس معتدلا، كان يقود العربة والنوافذ مفتوحة، ويشرع في الغناء لنفسه أو لشخص آخر غير واضح للعيان في الخلف:

جبينها أبيض كالثلج.

عنقها جميل كالبجعة.

قلدته فلو في غنائه. وأثناء سيره، كان يباغت برقة أية سيدة تسير في طريق خلفي، أو تستريح عند مفترق طرق. وبعد المجاملة والملاطفة وتقديم الشوكولاتة، يعرض عليها توصيلها. بالطبع، أية امرأة عرف أنه طلب منها ذلك كانت تقول إنها رفضت طلبه. لم يكن يزعج أيا منهن، ويمضي بسيارته بتهذب. كان يزور المنازل، وعندما يكون الزوج في المنزل، كان يجلس ويتبادل أطراف الحديث كعادته. وحكت الزوجات أنه لم يفعل سوى ذلك، لكن فلو لم تصدق ذلك.

قالت فلو: «بعض النساء وقعن في شركه ... عدد منهن فعل.» أحبت فلو كذلك التكهن بشكل العربة من الداخل. كانت مبطنة بالقطيفة ... الجدران والسقف والأرضية كلها مبطنة بالقطيفة. ولون الستائر أرجواني فاتح كلون زهر الليلك الداكن.

كلام فارغ! هكذا اعتقدت روز. من يمكنه تصديق ذلك عن رجل في مثل هذه السن؟ •••

كانت روز ذاهبة إلى تورونتو بالقطار للمرة الأولى في حياتها بمفردها. سبق لها زيارة تورونتو مرة واحدة من قبل، لكن برفقة فلو، وكان ذلك قبل وفاة والدها بفترة طويلة. أخذت فلو وروز معهما الشطائر الخاصة بهما، واشترتا حليبا من البائع في القطار. كان مذاقه حامضا؛ حليب حامض بالشوكولاتة. أخذت روز ترتشف رشفات صغيرة منه، رافضة الاعتراف بعدم رضاها عن شيء كانت ترغب فيه بهذا القدر. أما فلو، فشمته، ثم أخذت تبحث بكافة أرجاء القطار إلى أن وصلت إلى الرجل العجوز ذي السترة الحمراء الذي يخلو فمه من الأسنان، والصينية معلقة حول عنقه. طلبت منه تذوق الحليب بالشوكولاتة، ومن الأشخاص المجاورين شمه، فأعطاها بعضا من جعة الزنجبيل بلا مقابل، وكانت دافئة بعض الشيء.

بعد أن رحل الرجل، قالت فلو وهي تنظر حولها: «ينبغي علي إعلامه بخطئه. ينبغي عليكم جميعا إعلام أمثاله بأخطائهم.»

অজানা পৃষ্ঠা