وقد رأى بوفور اضطراب مرسلين دون أن يعرفها فجاء إلى صديقه فولون، وقال له: أأدعو الطبيب؟
فقالت مرسلين: كلا لا حاجة إلى طبيب؛ فقد زال ما أصابني.
فقال لها فولون: الحق أنك أخفتني كثيرا. - أسألك المعذرة، وقد كان خيرا لي لو لم أحضر. - ابقي هنا نتحدث، بينما ولدي روبير يراقص مودست، وسأخبر هذين السيدين كيف أني كنت مدلها بك وكيف تلقيت غرامي.
فقالت له بصوت منخفض يشبه الهمس: بربك لا تفعل. - ليكن ما تريدين. ثم قال لرفيقيه: أتشرف بأن أكون صديق مدام لنجون والدة الدكتور جيرار، وقدم لمرسلين صاحبيه وهما داغير وبوفور، فشعرت المنكودة أن الأرض تميد بها لاتفاق اجتماعها بهذين الاثنين، وهما الغاوي والزوج.
وكان زوجها قريبا منها ولكنه لم يعرفها لكثافة برقعها، فقال: لقد أذكرتني هذه الأسماء وهي مرسلين وجيرار ومودست ذكرى بعيدة منذ عشرين عاما على الأقل، فهل نسيت يا فولون؟ - لقد أصبت أيها الصديق، فهذه هي التي أنقذت بنتها من الترعة.
فقالت مرسلين: وأنا لم أنس مروءتك يا سيدي، فهي محفورة في قلبي، وفي كل يوم أدعو لك في صلاتي. - أشكرك، ولكن الله لم يصغ بعد إلى صلواتك.
وقد أسفرت هذه الحفلة الراقصة عن أمور كثيرة منها أن [...]
1
المخاوف بعد اجتماعها مع غاويها وزوجها في مرقص واحد، وبعد علمها أنهما يقيمان معا في بلد واحد، ومنها أن زوجها بوفور طلب إلى ولدها جيرار أن يعوده كلما وجد فرصة سانحة؛ لأنه في حاجة إلى المعالجة، وفي ذلك ما يسهل على بوفور اكتشاف الحقيقة، ومنها أن روبير ابن فولون أحب مودست ابنة مرسلين، وكانت نظرات حبه ظاهرة؛ حتى إنها لم تخف عن أبيه فقال لمرسلين: إني سأعمل على تزويج ولدي ببنتك فأكون قد انتقمت لنفسي، وأنلت ولدي من بنتك ما لم أستطع نيله منك.
أما بوفور وداغير فقد كانا صديقين من عهد التلمذة كما تقدم لنا في الفصل الأول.
অজানা পৃষ্ঠা