আরবি পঠন: বালিকা বিদ্যালয়ের জন্য
المطالعة العربية: لمدارس البنات
জনগুলি
هي الكنوز التي تنمو ذخائرها
ولا يخاف عليها حادث الغير (10) السارق والجمل
يحكى أن لصا سرق بعيرا، وأراد الهرب به ليلا، فشعر به صاحب البعير، وتبعه في جماعة من قومه، فلما رأى السارق أن القوم كادوا يدركونه أراد أن ينحيهم عنه، فأطلق فيهم سهما من كنانته، فأصاب صاحب البعير فسقط ميتا، وأسرع القوم إلى اللص فأدركوه وقبضوا عليه، وأرسلوه إلى الحاكم، فزج به في السجن مكبلا بالحديد، ثم صدر الأمر بإعدامه حتى إذا كان يوم الإعدام طلب اللص أن يرى والدته؛ ليفي بعض ما لها عليه من الشكر، فأجيب إلى ما طلب، ولما حضرت قال لها: إن لي عندك حاجة أرجو قضاءها. قالت: كل حاجة لك عندي مقضية. قال: ائذني لي أن أقبل لسانك. قالت: وما يعجبك في ذلك. قال: أردت أن أقبل لسانا طالما أسمعني الخير. فأخرجت المرأة لسانها، فمال عليه بحدة أسنانه فقطعه، فلامه من حضر، وقالوا: أجناية وعقوقا بحقوق الوالدة؟! قال الرجل: لو تعلمون الحقيقة لعذرتموني. قالوا: وما ذاك؟
قال: كنت طفلا آوي إليها، فاعتدت منها سوء الخلق والكذب، وحب الباطل والطمع في أموال الناس، حتى إذا بلغت السادسة من عمري سرقت بيضة من بيت جارنا وأتيت بها والدتي، فسرت بذلك وهشت له، وقبلتني بين عيني، فشجعتني على السرقة بفعلها هذا، وما زالت سرقتي تكبر كلما ترعرعت حتى صارت جملا، ووقعت بسببها في هذه الجناية، ولو زجرتني عند سرقة البيضة لما اعتدت السرقة صغيرا، ولا شقيت بها كبيرا، فوالدتي سبب وجودي في هذه الحياة الدنيا، وهي أيضا سبب شقائي فيها، وخروجي منها جانيا كما ترون، أساق إلى النار وبئس المصير.
قال الحاضرون: صدق الرجل فيما قال، فإن أما هذه حالها تسوق بنيها إلى الهلاك وهم لا يشعرون. (11) السمعة
ينشأ الإنسان ونفسه منطوية على غرائز خلقت فيه أو ورثها عن آبائه وطباع اكتسبها، إما بالتعليم أو بالاقتداء بمن خالطهم في سن طفوليته، حتى إذا بلغ أشده ثبتت تلك الطباع في نفسه، فهو يعمل بما يميل إليه من خير أو شر، فإذا كان مجدا في عمله، قائما بالقسط، شريف النفس، عالي الهمة، بعيد النظر، حازم الرأي، صادقا في أقواله وأعماله، محبا لإصلاح الناس، حريصا على نفعهم، أمينا على أموالهم وأسرارهم، مقداما في الشدائد، اشتهر بذلك عند الناس، فتوجهت إليه أنظارهم، ونطقت بمدحه ألسنتهم، وحسنت به ثقتهم، فيلقون إليه بمقاليد الأمور، واثقين بصدقه وأمانته، وحسن تصرفه، فإن كان تاجرا راجت تجارته، أو صانعا أقبل الناس على عمله، أو موظفا قلده رؤساؤه أهم الأعمال، فينسب إليه كل خير، وينزه عن كل شر، فنعم رأس المال السمعة الحسنة.
أما إذا اتصف المرء بالرذائل، فلا يلبث أن يشتهر بها عند الناس.
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فيبتعدون عنه ابتعاد الصحيح عن ذي آفة، فلا يلتفتون إليه، ولا يعاملونه، فتكسد سوق تجارته، وتتعطل أعماله ويسوء مآله.
অজানা পৃষ্ঠা