تراجم حياة أشهر الموسيقيين والمطربين في مصر
المرحوم أحمد الليثي «العواد»
ولد المرحوم الليثي في الإسكندرية سنة 1816 ومات سنة 1913. وكان والده «قانونجيا» شهيرا وبعثه إلى أحد الوزانين «القبانية» ليتعلم بدكانه القراءة والكتابة. ولما وجد الأخير أن تلميذه ليس بقارئ ولا بكاتب ومادام عديم الميل إلى العلم لا يضطلع بمزاجه حفظ، أشار عليه بأن يتعلم فنا من الفنون الجميلة كالموسيقى فاختار لنفسه «العود»، وبدأ والده يعلمه العزف عليه على طريقة القانون بواسطة السمع لا الأصبع كما هو المتبع فيما إذا كان المعلم عوادا، فأدرك شيئا من العلم بادئ بدء واستعان أخيرا بفطرته الطبيعية على الابتكار دون التقليد في تصوير النغمات، ثم حضر إلى مصر ولم يكن فيها تخت للآلات الوترية معروفا سوى تخت المرحوم: منسي الكبير، والد الأستاذ: قسطندي منسي، والتحق بسراي ساكن الجنان الخديو إسماعيل كمعلم، وانضم إلى «ألمظ» وعبده الحمولي، وكان الوحيد في تصوير نغماتها، وفي التقاسيم المعتاد البدء بها على عوده بدلا من القانون، بالرغم من وجود قانونين على تخت عبده، ولم يشتهر سواه في تصوير النغمات بالأصابع دون الريشة؛ لأن العادة المتبعة في الأستانة أن تستعمل الريشة للعزف ابتداء من التقسيمة أو خلافها من القطع لغاية التسليم (أي النهاية)، وهذه الطريقة تسمى «بالمزراب» وقد خالفها الليثي في مصر بأن استعمل الأصابع دون الريشة لاستخراج الأصوات، وتسمى طريقته «بالبصم» ولا يخفى على اللبيب ما لطبيعة الأصابع من لين وحنان، وما للريشة من يبوسة. وكان قصير القامة مليح الوجه تتوسم فيه مخايل الكرم، ويعد عبقريا في العزف على العود رحمه الله رحمة واسعة.
المرحوم الأستاذ أحمد الليثي «العواد».
المرحوم: محمد عثمان
ولد المرحوم: محمد عثمان بن الشيخ عثمان حسن المدرس بجامع السلطان أبي العلا حوالي سنة 1855 في مصر، وأدخله والده في ورشة برادة ليتعلم صنعة يرتزق منها، ولما آنس فيه شديد الميل إلى الغناء وسمعه يقلد المنشدين في الأذكار أخرجه منها وضمه إلى تخت الأستاذ: منسي الكبير، والد الأستاذ: قسطندي منسي الذي تخرج عليه في العزف على العود، والتدرب على الغناء، وتركه بعد وفاة والده ليشتغل على تخت: علي الرشيدي الكبير، ومكث مع الأخير مدة طويلة تعمق في خلالها في البحث الفني، وتبسط في التلحين إلى أن كون تختا خاصا به، ولما فقد صوته من جراء مرض أصابه عهد إلى التلحين؛ فتصحفه المحترفون والهاوون، فإذا هو محكم الوضع متناسق النغمات ، وإليكم مجموعة مقطوعاته الغنائية المبينة بالجدول الآتي: «أما بسحر العين» و«المطر يبكي يا ناس لحالي» و«متع حياتك» و«نور العيون شرف وبان» و«بدع الحبيب كله يطرب» فهي منسوبة للمرحوم: عبده الحمولي كما قرر ذلك الثقة الأستاذ: داود حسني الملحن الكبير، وقال أيضا إن مقطوعة الحبيب لما هجرني قديمة، وليست له، ولا يفوتني أن أذكر أن محمد عثمان ابتدع طريقة خاصة به تسمى «الهنك» في الغناء، التي يردد فيها رجال تخته المذهب نفسه أو غير ذلك ليتسنى له التنفس والراحة في أثناء ذلك استعدادا للإبداع، وقد ذهب مع عبده إلى الأستانة، وقد بكاه الأخير على ما كان بينهما من تباغض وتنافس عندما بلغه نعيه وهو في سوهاج بوابور حسن بك واصف يوم 19 ديسمبر سنة 1900.
وقد روى لي الأستاذ داود حسني أن محمد عثمان على ما كان معجبا بنفسه لانتشار تلحينه لا يعنو لمشاجرات العصبجية من أهل الحسينية، وأهل الجمالية في أثناء الحفلات والأعراس لصرامة بأسه وصلب عوده، ولم يقم لأي أمر وزنا، ولم يعظم أحدا إلا عبده، فإنه كان يسميه لدى رجال تخته «الأفندي بتاعنا»، ولو كانت له صورة فوتوغرافية لتشرفت بوضعها في صدر مقالي هذا، ويعد أكبر ملحن في عالم الغناء رحمه الله رحمة واسعة.
اسم المقطوعة
المقام
اسم المقطوعة
অজানা পৃষ্ঠা