============================================================
الخليفة المعتصم الذي غلبت عليه الفروسية والتشبه بالعجم فاستخدم آلاتهم وملابسهم وامتحن العلماء بخلق القرآن، ولما ولي المتوكل أبطل ذلك وأمر بإظهار القول بالسنة والجماعة ونهى عن الجدل ، إلا أنه أظهر العبث وأطلق في مجلسه الهزل والمضاحيك وأشياء رفض المؤلف الإفصاح عنها والإشارة إليها(2) .
تابع اليعقوي في هذا الفصل بيان أمور باقي الخلفاء العباسيين حتى المعتضد الذي وصفه بالشهامة والحزم، فالمتتصر كان بخيلا، وكان كذلك وزيره أحمد بن الخصيب ، والمستعين شغل نفسه عن كل شييء بما تهيا عليه من المخالفة والخلع، وكان أول من أحدث لبس الأكمام الواسعة وصغر القلانس. والمعتز كان أول خليفة ركب بحلية الذهب فقلده الناس . وعلى النقيض من هؤلاء الخلفاء كان الخليفة المهتدي الذي ذهب إلى القضاء في الدين وجلس للمظالم ووقع بخطه وقرب الفقهاء (41)، وكان في بني العباس أشبه بالخليفة عمر بن عبدالعزيز في بني أمية . أما المعتمد فكان أول خليفة قهر وخجر عليه لأنه آثر اللذة وعكف على الملاهي: بعد هذا العرض لمحتوى الكتاب يستطيع المرء أن يخرج بتتيجة واضحة تتمثل في أن اليعقوب استطاع أن يضع أمام القارىء نماذج مختلفة للتقاليد التي سار عليها الناس في دولة الإسلام على مدى ثلاثة قرون تقريبأ، كان الأصل فيها، تقليد الخلفاء والحكام في كل عصر . وكان المؤلف يعطي الدليل تلو الدليل ليثبت ما ذهب إليه . وقد ثبت لنا من خلال عرضه الأمور الأوائل التي تخص كل خليفة أنه لم يخل من تحيز في نفسه للخلفاء العباسيين على حساب الخلفاء الأمويين، حيث تناول محاسن ومساوىء العباسيين، في حين لم يتعرض لمحاسن الأمويين باستثناء الخليفة عمر بن عبد العزيز، ورغم ذلك فقد نجح المؤلف في تاكيد تعميم يقول بأن صلاح الأمة يتبع صلاح السلطان ، وكان أسلوبه في ذلك عذبا وعرضه شائقا لا يشعر معه القارىء بالملل : والآن أترك القارىء مع نص الكتاب .
والله الوفق (27) يذكر الذهي في دول الإسلام ، جا ، ص 149، إن المتوكل أحيا السنة وأمات بدعة القول بخلق القرآن ولكته في تصب واتهماك على اللهو والمكاره ، وليه كرم زاتد (28) يذكر الذهي في دول الإسلام ج1 ، ص 155 أنه كان ذينأ ورعا وعابدا صارما شجاعا خليقأ للإمارة (29) الذهي ، دول الإسلام ، ج1 ، ص 169 ، وصف المعتمد بأنه كان منهمكا على اللهو والملذات يشكر ويعربد.
194
পৃষ্ঠা ১৪