============================================================
المواعظ والاغتبار فمحتويات الكتاب تختلف بعض الشيء خاصة قرب نهايته عن خطة المؤلف كما وردت في المقدمة، كما أنها تختلف اختلافا بينا عن خطة المؤلف في المسودة التي تنشرها اليوم.
فيذكر المقريزي أنه رتب كتابه على سبعة أجزاء أولها يشتمل على جمل من آخبار مصر وأجوال نيلها وخراجها وجبالها، وثانيها يشتمل على كثير من مدنها وأجناس أهلها، وثالثها يشتمل على آخبار فسطاط مصر ومن ملكها، ورابعها يشتمل على أخبار القاهرة وخلاثفها وما كان لهم من الآثار، وخامسها يشتمل على ذكر ما آثرك عليه القاهرة وظواهرها من الآحوال، وسادسها يشتمل على ذكر قلعة الجبل وملوكها، وسابعها يشتمل على ذكر الأسباب التي نشأ عنها خراب إقليم مصر. وقد تضمن كل جزء من هذه الأجزاء عدة أقسام(1).
وعندما فحص المستشرق الروسي كراتشكوفسكي مؤلف المقريزى لاحظ أن الجزء السادس الذي أفرده للكلام عن القلعة يتداخل في الجزء الخامس الذي يعالج فيه الكلام على تاريخ المساجد والمنشآت الأخرى بمدينة القاهرة وكأنه بمثابة تتمة للجزء الخامس ثم وجده يختتم الكتاب بفصول تناول فيها تاريخ اليهود والقبط مع تعداد أديرتهم وكنائسهم(2).
وإذا كان ترتيب الجزأين الخامس والسادس في صلب الكتاب يختلف بعض الشيء عما وعد به المؤلف في المقدمة، فإن الجزء السابع الذي وعد أن يعالج فيه "أسباب خراب إقليم مصره لا وجود له البتة مع أن المؤلف قد مس هذا الموضوع في مواطن كثيرة من كتابه وتناوله من وقت لآخر في شذور موجزة، ومن ثم فيجب الافتراض أن المقريزي عدل عن عزمه في معالجة (1) المقريزى: الخطط 4:1 وفيما بلي النص ص 8 . (4) كراتشكوفسكي: تاريخ الأدب الجغرافي العربى 481.
পৃষ্ঠা ৮১