============================================================
نصدى عندما نتحدث عن التراث الإسلامي، تأتى المخطوطات الإسلامية في مقدمة حديثنا. ذلك لأنها تجسد أصالة وعراقة التراث الفكري والثقافي، عبر أربعة عشر قرنا من الزمان، في شتى العلوم، منذ تنزل القرآن الكريم من لدن عزيز حكيم على سيد البشر آجمعين، وحتى عصرنا الحاضر ويأتى الفرقان، كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ليمئل الأساس والنبراس الذي بنى عليه، واهتدى بنوره، كل من آمن به وبما جاء فيه، من الاف العلماء المسلمين.
ولقد وفق الله مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي - التي اقتبست اسمها من كتاب الله- فبدأت - ضمن ما بدأت - فى نشر بعض المخطوطات القديمة في تحقيقات جديدة، تواكب ما وصل إليه علم المخطوط الحديث، وتدفع بالقديم من تراثنا إلى سياق حضارة اليوم الإنسانية الشاملة.
والكتاب الذي بين أيدينا هو "مسؤدة المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار" للمقريزي. وهذه المسودة هى نص من النصوص القليلة التي وصلت إلينا. فنحن فملك عددا من المؤلفات بخطوط مؤلفيها ولكن نادرا ما وصلت الينا مسودات المؤلفين.
وتوضح هذه المسؤدة منهج واحد من كبار علماء المسلمين ومؤرخيهم، وتفيد في التعرف على أسلوب القدماء في التأليف والتصنيف؛ قي المخطوطة حذف وإضافات وتعديل وإشارات وتنبيه إلى استكمال النقل أو الرجوع إلى مصادر آخرى تعرف عليها المقريزي بعد كتابته للمسودة.
পৃষ্ঠা ১৫