মুরুর ফি আর্দ হানা
مرور في أرض الهناء ونبأ من عالم البقاء
জনগুলি
لما وعدتني قبل فراقك هذه الدنيا بأنك ستجتهد وترسل شيئا من تلك الدنيا إلى هذه، ما كنت أتوقع أن يتم ذلك، وقد تم الآن ما كنت أحسبه محالا ووفيت بوعدك.
إن محبتك لأولاد وطنك واهتمامك بهم في هذه الدنيا وفي الآخرة، وإفادتك للعالم أجمع عما يحدث للبشر في عالم البقاء قد خلد لك ذكرا أبديا، فطوباك يا حبيب القلب طوباك، إنني سأسير بحسب وصيتك وأذكرك على ممر الدقائق والساعات. •••
آه لو أتمكن من إعلامك عن حالتنا الحاضرة، وما جد عندنا من الأمور وما صارت إليه النزالة السورية في هذه البلاد! آه لو يتيسر لي ذلك؛ لأنني أعلم شدة رغبتك في الاطلاع على أحوال إخوانك الذين فارقتهم قبل الأوان وربيت الحسرات في قلوبهم.
أين عيونك تنظر الآن حالة جرائدنا وجمعياتنا ومطابعنا ومدارسنا وكنائسنا وتجارتنا، وقد كثر إنشاء الجمعيات في كل مكان، فمنها تموت قبل أن تخلق، ومنها تعيش أياما قليلة ثم تموت، ومنها يحصل لها غيبوبة مدة من الزمن ثم تعود وتفيق، ومنها موجودة بالروح، ومنها باقية في قيد الحياة تعارك الأيام والأيام تعاركها، ولا بد من نتيجة من وراء هذه الحالة التي هي درس وتعليم.
ومن الجمعيات التي لا يخشى عليها من السقوط الجمعية التي تعرفها، وهي الجمعية الخيرية المارونية؛ فقد ارتبطت ببعض المشاريع المهمة، مثل إنشائها صاحبتك جريدة المنارة، وإنشاء المدرسة واعتنائها بتشييد الكنيسة التي تمت في السنة الماضية على أحسن هندسة وترتيب؛ فلذلك قلت: لا يخشى عليها من السقوط، وهذا لا يمنع من أن أقول إنه يوجد بعض التهاون في كثير من أمورها يجب ملافاته بزيادة السعي في سبيل الخير، الذي هو أقوم سبيل يصل بالإنسان إلى الكمال والسعادة الحقيقيتين.
ومن الجمعيات الحية - والتي غايتها دينية محضة - الأخوية المارونية، وجمعية القديس نيقولاوس في عاصمة البلاد، وأظنك ما نسيتهما، فكل واحدة منهما مهتمة ببناء كنيستها، وربما في الوقت القريب تباشر العمل.
أما جمعية الشبان السوريين، فهي لم تزل باقية كما تعهدها، وقد زاد فيها أنها سعت في فتح مدرسة هي الآن في سن الطفولية؛ لأن رغبة السوريين في تثقيف أولادهم قليلة، وهي حالة تستوجب الأسف.
وقد تأسس من مدة مجلس ملي في سان باولو للروم الأرثوذكس ، غايته القيام بالشئون الدينية، وقد اجتهد وسعى بإنشاء كنيسة للطائفة، وقد تم بناؤها الآن.
ويوجد في أكثر القرى الكبيرة جمعيات للسوريين، مما يدل على تنبه الأفكار في هذه الأيام، وميلها إلى العموميات.
أما جرائدنا فهي الآن تعد على أصابع اليد، كما كانت في زمانك، ف «المناظر» يصدر الآن مرتين في الأسبوع بدون انقطاع وبكل نظام، وقد أصبحت مطبعته من المطابع المستعدة؛ نظرا لما فيها من المعدات، فهي تطبع الكتب والجرائد والأوراق على اختلاف أجناسها، إن كانت بالعربية أو بالبرتغالية؛ ولذلك قد أصبح «المناظر» معززا من كل الوجوه، وصار ينتظر منه بعد هذا الإفادة المطلوبة للسوريين المهاجرين وللوطن.
অজানা পৃষ্ঠা