158

মৌমাছি পালক

مربي النحل

জনগুলি

وسأله: «ألم تخبرها؟»

فهز الكشافة الصغير رأسه بشدة نافيا. «لا. لقد قلت إنها قد تقلق، ورأيت ألا أخبرها حتى يأتي أبي، لكنه سيأتي الليلة.»

فقال جيمي: «حيث إن المسألة برمتها قد انتهت، فلا يوجد ما يستدعي القلق. فإنك لم تترك للسيدة حجة لتستعين بها. وجعلتها تعترف أمام ثلاثة شهود ثقة، وتصادف أنه كان في الخلفية شاهدان آخران لم تعرف بوجودهما. وبحوزتنا الأوراق، وذلك يذكرني بأنه ما دام قفل الصندوق مكسورا فمن الأفضل أن أراجع ما بداخله وأنتقي الأشياء المهمة بحق لأضعها في مكان آمن. أعتقد أنه من الأفضل أن أسلمها للسيد ميريديث.» «ما الذي تتحدثان عنه؟» استفسرت السيدة ميريديث.

فقال جيمي: «حيث إنني لم أشهد المشهد كاملا فمن الأفضل أن يقص عليك الكشافة الصغير ما جرى من البداية للنهاية، وإن كان بإمكاني إضافة أي تفاصيل مما رأيته وسمعته بنفسي، فسيسرني أن أتقدم بكل ما لدي من أدلة مصدقة.»

ومع تحرك السيارة سمع جيمي صوت الكشافة الصغير وهو يقول: «منذ مدة طويلة، أخبرني سيد النحل ذات يوم حين كان حزينا ...» وهذا هو ما سمعه من القصة. لكن ما رآه منها كاف بالنسبة إليه. ومن ثم عاد إلى المنزل وهو يضحك ومن دون أن يدرك أن مارجريت كاميرون تتوقع أن يكون في حداد. وقد رأى الدهشة في عينيها فاعتدل وجهه عن الابتسام في الحال. وسريعا ما فرضت صراحته الاسكتلندية نفسها.

فقال: «مارجريت، لا أنوي الاستمرار في خداعك. ثمة أشياء لا أريد الخوض فيها لأنني لا أفهم من أمرها ما يكفل أن أوضحها لأي شخص آخر. لكنني سأخبرك بما لدي. لقد رأيت الفتاة التي تزوجتها مرة واحدة فقط، وعرفت من أمرها أقل القليل قبل زواجنا، ولم أرها بعد ذلك إلا عند رحيلها عن العالم. هذا الطفل يحمل اسمي وقد ترك لي، وسوف أبذل ما في وسعي لتربيته على النحو الصحيح، لكنني لست في حداد على أمه، ولا تتوقعي مني إظهار أي مظهر من مظاهر الحزن العميقة؛ لأنني لا أستطيع ذلك ما دمت لا أشعر به.»

وقفت مارجريت كاميرون جامدة، تنظر إلى الطفل.

وقالت: «لا تبدو تلك القصة لائقة بك يا جيمي، لكن إن كنت على أي وعي بمسئوليات الصديق فهي في أغلبها التزام الصمت وفعل الأشياء التي تعود بأكبر قدر من المنفعة. وأنا أود بالطبع أن أعرف كيف كانت تبدو أم هذا الطفل، وأي نوع من الفتيات كانت، لكنني أظن على أي حال أنها كانت تشبه الطفل حيث إن الصبية في العموم يشبهون أمهاتهم، وإنني لا أستطيع أن أتبين شكل طفل في عمر ثلاثة أيام أو أربعة. إن كنت سأحكم عليها من ناحية حقيبة ملابس الرضيع، فسأقول إنها ذات ذوق رفيع جدا. فهذه الأشياء الصغيرة الأنيقة مصنوعة بحرص وإجادة. وذلك يشي بأشياء كثيرة عن أي أم.»

ومع مرور الأيام، بدا لجيمي أنه لم تحظ امرأة في يوم بنعمة تجاوز نعمة طفل العاصفة لمارجريت كاميرون. فقد ساوره شعور قوي جدا بأن ذلك الإنسان الصغير كان له على مارجريت كاميرون تأثيره نفسه على السيدة ميريديث والكشافة الصغير. فهو ذو جاذبية شديدة. فكان يختلق بعض الأعذار عدة مرات يوميا ليتسلل إلى حجرة المعيشة ويلقي نظرة على السلة التي وضع فيها جيمي الصغير. فإن كان الصغير نائما، كان يغطيه ويرحل بهدوء. وإن كان مستيقظا، فهو ينحني فوقه ويظل يحدثه ويتفحص يديه وقدميه. كانت يداه كأنما خلقتا لعزف الموسيقى، ورسم اللوحات، وحمل الكتب النادرة، وربما لكتابتها.

وكان أحيانا حين يذهب يجد مارجريت كاميرون مشغولة بتحميم الصغير، أو إلباسه، أو غسيل ملابسه الصغيرة، أو كيها بعناية. وذات يوم أدرك فجأة أن الشيء نفسه الذي طلبته مارجريت قد منح لها. فهو شيء حي، شيء تعمل من أجله، شيء مختلف، شيء سوف يقدر ما تفعله. ولذلك توقف عن الشعور بالذنب حيال الجهد البدني الذي كان يطلب منها بذله مع الطفل الصغير، وشعر بدلا من ذلك أن الطفل هو ربما أعظم نعمة أتت في حياتها. وقد أمضى وقتا صعبا يوم حاول أن يناقش مع مارجريت الأمور المالية الخاصة بالطفل. فبعد بضع كلمات رفضت رفضا قاطعا الإصغاء إليه.

অজানা পৃষ্ঠা