صاحت الفتاة، وهي تنهض على ركبتيها بمشقة: «لا! لن أتوقف في مكاني! سأمسك بك وأفصل رأسك عن عنقك! يا أيها الشيطان الصغير! أيها الشيطان الدنيء الصغير!»
انطلقت الفوهة، فتدفقت المياه على رأس الفتاة وكتفيها بالضبط. فسقطت. «هل هذه نيتك إذن؟ هكذا تشكرينني على إنقاذك، أيتها الكاذبة اللصة! لم تعرفي أن باستطاعتي سحر النحل، أليس كذلك؟ لم تكوني على دراية بأنني أستطيع الركض إلى الجانب الآخر منه ورشه برفق حتى أسوقه نحوك، أليس كذلك؟ ولم تعلمي أنه ما زال لدي في جعبتي حيلة أفضل من تلك، أليس كذلك؟»
كادت الفتاة أن تنهض على ركبتيها مرة أخرى، ومجددا اقترب الخرطوم منها وهو يفور مهددا.
قال الكشافة الصغير: «توقفي الآن، توقفي عن اندفاعك الأهوج حيث أنت تماما إلى أن تدركي مقصدي.»
من الحبل المتسخ حول عنق الكشافة الصغير ظهرت صافرة الشرطة. واستجابة للنغمة الحادة انبثق من وراء شجيرة الليلك، ومن وراء البلمباجو، ومن وراء بنت القنصل، ثلاثة عفاريت صغيرة بعيون متسعة يتقافزون هائجين وقد جعلهم ما شهدوه في انسجام مع روح المعركة.
ثبت قائد الكشافة صافرة الشرطة أمام قميصه المتسخ. «فتى الكشافة رقم واحد!» جاء الأمر مقتضبا، فأمسك بيل السمين الطيب عن الحركة وأدى التحية. «فتى الكشافة رقم اثنان!»
وهنا قفز الفتى المطيع في مكانه. «فتى الكشافة رقم ثلاثة!»
فانتظم ذو الوجه الملائكي في الصف.
قال قائد الكشافة: «فلتمسك بهذا الخرطوم يا فتى الكشافة رقم ثلاثة! فقد أوشك أن ينهكني في السيطرة عليه. ساعدني في تصويبه قريبا من رأس السيدة الشابة التي راحت تصلي أمامنا. لقد هددت بإيذائي.
صاح بيل السمين الطيب: «حسنا، فلتقدم على إيذائك!» وتابع: «فلتقدم على إيذائك! فلتحاول ذلك! فلتحاول ذلك! فما الذي ستجده يا رفاق؟»
অজানা পৃষ্ঠা