«وفي هذه السنة استشهد الشيخ الفاضل حاوي المعقول والمنقول، جامع الفروع والأصول الشيخ زين الدين الجبل عاملي. وسبب شهادته هو أن جمعا من أهل السنة قالوا لرستم پاشا الوزير الأعظم [للدولة العثمانية]: إن الشيخ زين الدين يدعي الاجتهاد، ويأتيه كثير من علماء الشيعة ويقرءون عنده كتب الإمامية، وغرضهم إشاعة الرفض الذي هو لدى التحقيق كفر محض! فأرسل رستم پاشا رجالا لطلب الشيخ، وكان آنذاك- وهو أفضل الفقهاء- في مكة المكرمة، فقبضوا عليه وأتوا به إلى إسلامبول وقتلوه من دون أن يعرضوه على السلطان سليمان [؟!] ...» (1).
وكتب القاضي أحمد الغفاري القزويني (المتوفى 975 ه) الذي كان هو أيضا من معاصري الشهيد، في كتابه الفارسي «تاريخ جهانآرا» الذي ألفه حوالي سنة 972 وذكر الحوادث حتى تلك السنة (2)، كتب ضمن حوادث عام 965، يقول بالفارسية ما ترجمته:
«وفي هذه السنة أخذ الروميون [أي الأتراك العثمانيون] في مكة المكرمة، المغفور له الشيخ زين الدين الجبل عاملي، وذهبوا به إلى استانبول، وقتلوه للعصبية المذهبية في يوم الخميس منتصف شهر رجب الحرام» (3).
وقد ذكر تاريخ شهادة الشهيد في شهر رجب وأنه أخذ من مكة المكرمة تلميذه السيد علي الصائغ في آخر نسخة من الجزء الثالث من «المسالك» أيضا (4) وهو يعد تأييدا لمقال صاحب «تاريخ جهانآرا».
وكتب محمود بن محمد بن علي بن حمزة اللاهجاني تلميذ الشهيد الثاني، الذي كان حين إلقاء القبض عليه معه وهو يستنسخ «المسالك» مقارنا لتأليفه تقريبا، كتب في نسخته من «المسالك» يقول:
«إن الشارح قد كتب الجزء الثالث وما بعده حينما كان متخفيا خوفا من أعدائه- كما قال هو نفسه: مع تراكم صروف الحدثان- وكان خوفا منهم يلوذ من جبل إلى جبل ومن قرية إلى قرية، وأنا كتبت هذا القسم من الكتاب في هذه الحال كذلك،
পৃষ্ঠা ১৪