ومن الجدير بالذكر أن المرحوم الشيخ عبد الرحيم بن محمد علي التستري- المتوفى سنة 1313 ه. في النجف الأشرف- قد نظم «منية المريد» في 1250 بيتا من الشعر، سماها «محاسن الآداب» فرغ من نظمها سنة 1290 ه، وهي مخطوطة لم تطبع بعد ظاهرا. وقد رأى صاحب «الذريعة» نسخة منها بخط ناظمها، وقال: «أدرج كلها المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم في المجموع الرائق» (1). يبدأ بهذه الأبيات:
أعوذ بالله من الشيطان
ومن شقاء النفس في الطغيان
يقول بسم الله للتعظيم
لربه الرحمن والرحيم
مستنصرا، نجل محمد علي
عبد الرحيم، رق طه وعلي
سميتها «محاسن الآداب»
للطالبين من أولي الألباب
حوت لباب «منية المريد»
وهو كتاب شيخنا الشهيد
وتنتهي بهاتين البيتين:
وهاهنا قد تمت الرسالة
في غاية السرعة والعجاله
في مأتين بعد ألف وقعا
بعدهما تسعون حيث اجتمعا (2)
وقد لخص الشهيد «منية المريد» وسماها «بغية المريد» (3). وهذا أيضا يبين اهتمام المؤلف بهذا الكتاب. وقد كتب آخر في نفس هذه المباحث بعنوان «منار القاصدين في أسرار معالم الدين» يذكره في أوائل «منية المريد» (ص 92 و، 173) والظاهر أن حوادث الأيام قد أتت على «منار القاصدين» وكذلك «بغية المريد» وأتلفتهما، وحسب تتبعي الناقص في كتب التراجم والفهارس لا توجد اليوم حتى نسخة واحدة من هذين الكتابين في أي من المكاتب المفهرسة العامة والخاصة.
ويذكر الشيخ علي حفيد صاحب «المعالم» بعض الحوادث المؤلمة المؤدية بكثير من كتب الشهيد واسرته، ويقول:
«جزى الله عنا سوء الجزاء من حرمنا من الكتب التي كانت عندنا؛ اجتمعت في زمن الشيخ زين الدين والشيخ حسن رحمهما الله، وأضيف إليها كتب الشيخ محيي الدين (رحمه الله)، وقد وقع عليها الفتور غير مرة؛ منها: قريب ألف كتاب احترقت، وأنا إذ
পৃষ্ঠা ৫৯