والمعارف مليئا من لآلي الآداب والفضائل.
والكتاب المذكور وإن كان دستورا للمعلمين والمتعلمين في العلوم الإسلامية العالية، ولا يناسب مع موضوع «علوم التربية» الذي هو بمعنى إرشاد الأطفال، وهو علم مستحدث جديد؛ مع ذلك فإن له مكانة مرموقة ورفيعة ولا سيما من زاوية تاريخ العلوم التربوية. وكذلك ينبغي قراءة هذا الكتاب بالنظر إلى ما فيه من دروس أدبية وأخلاقية. فرأيت من المناسب أن أكتب مذكرات عن هذا الكتاب واقدمها إلى قراء مجلة «التعليم والتربية» (1).
*** هذه نماذج من مقالات العظماء بشأن هذا التأليف المنيف والكتاب الشريف.
والنقطة الأخرى التي تعكس لنا عن عظمة هذا الكتاب هي أنه أصبح في عداد المصادر المهمة لما بعده من الكتب التربوية والتعليمية والروائية، وإليكم نماذج منها:
نقل الفيض الكاشاني مقاطع كثيرة منه بعين عباراتها في «المحجة البيضاء»، منها في المجلد الأول، ص 10- 13؛ 17- 34؛ 35- 37؛ 99- 101؛ 144- 145؛ 157- 158.
ونقل المحدث الشهير السيد نعمة الله الجزائري (قده) مقاطع مهمة من هذا الكتاب في كتابه «الأنوار النعمانية» ج 3/ 338- 380، بعنوان «نور في أحوال العالم والمتعلم وكيفية آدابهما» وكتب في نهايتها:
«واعلم أن ترتيب العلوم على نحو ما ذكر مأخوذ من كلام شيخنا الشهيد الثاني نور الله ضريحه، بل أكثر فوائد هذا النور مأخوذة من كلامه، ولا عيب علينا في أخذ كلامه، لأنه البحر الذي غرف منه المتأخرون بأسرهم» (2).
ونقل العالم الكبير المرحوم السيد محمد بن محمد بن الحسن بن القاسم الحسيني العاملي صاحب كتاب «الاثنا عشرية في المواعظ العددية» في الفصول التاسع والعاشر والحادي عشر من الباب الثاني عشر من كتابه هذا مقاطع مهمة من الكتاب.
وكتب محمد معصوم الشيرازي في «طرائق الحقائق»- بعد ترجمة الشهيد الثاني تفصيلا- ما ترجمته:
পৃষ্ঠা ৫৭