كتاب «منار القاصدين»
26- جاء في مقدمة «شرح اللمعة» (ج 1/ 182) وتبعا لها في بعض الكتب المتأخرة بشأن كتاب «منار القاصدين في أسرار معالم الدين» للشهيد الثاني أنه:
«يبدو من اسم هذا الكتاب أنه يبحث عن أسرار الأحكام الشرعية الموضوعة على المكلفين والعلل المسببة لوضع الواجبات والمحرمات وغيرهما».
وهذا الكلام سهو أيضا قطعا، فقد ذكر الشهيد الثاني نفسه في موضعين من «منية المريد» بأن «منار القاصدين» كتاب أخلاقي يحتوي على بحوث أخلاقية مثل «منية المريد» (1) فقال في مقدمته:
«... بل لتحصيله شرائط، ولترتيبه ضوابط ... وكم رأينا بغاة هذا العلم الشريف دأبوا في تحصيله ... ثم بعضهم لم يجد لذلك الطلب ثمرة ... وما كان سبب ذلك وغيره من القواطع الصادة لهم عن بلوغ الكمال، إلا إخلالهم بمراعاة الأمور المعتبرة فيه من الشرائط والآداب، وغيرها من الأحوال. وقد وفق الله سبحانه بمنه وكرمه فيما خرج من كتابنا الموسوم ب «منار القاصدين في أسرار معالم الدين» لتفصيل جملة شريفة من هذه الأحكام، مغنية لمن وقف عليها من الأنام، وقد رأينا في هذه الرسالة [يعني «منية المريد»] إفراد نبذة من شرائط العلم وآدابه، وما يتبع ذلك من وظائفه، نافعة- إن شاء الله تعالى- لمن تدبرها ... وسميتها «منية المريد في أدب المفيد والمستفيد» (2).
وفي «منية المريد» أيضا في بحث المراء والجدال يقول:
«... وعلاج ذلك أن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله ... بالأدوية النافعة في علاج الكبر والغضب من كتابنا المتقدم ذكره في «أسرار معالم الدين » أو غيره من الكتب المؤلفة في ذلك» (3).
و- هل الشهيد الثاني أول من ألف في الدراية من الشيعة؟
27- من المشهور أن الشهيد الثاني أول عالم من الشيعة كتب كتابا في
পৃষ্ঠা ৪৩