============================================================
النتق من عصة الأنيياء خطاباتهم، والصرف إلى الله تعالى بوجهه وقلبه ولسانه، كما قال الله تعالى: قل الله ثر ذرهم فى خوضهم يلعبون}.1 وقد يجوز لقائل أن يقول إذا قصد الكعبة: "إني ذاهب إلى ريي" لاختصاصها بالاضافة إلى الله تعالى. ولكن عندنا ما كان سبيله سبيل الحال قولا وفعلا من الأجلاء عند الكشوف والاختصاص بنوع كرامة، هم مخصوصون بذلك في أحوالهم وأوقاتهم. لا يجوز لغيرهم آن يعبروا عن ذلك إذا لم يكونوا1 على تلك الحالة ومحلا لتلك الكرامة. ولأن هذه كلمة جارية فيما بين الناس عند اليأس عن المخلوقين والرجوع إلى الله تعالى: "إني تبت إلى الله تعالى،) ورجعت إليه، وذهبت إليه". وإنما يريدون بذلك قطع هممهم عن الخلق وصرفها إلى الله تعالى على جهة الخلوص.
وقوله تعالى حكاية عنه: واجنبنى وبني أن نعبد الأصنام)5 مع أنه وبنيه معصومون عن ارتكاب الكبائر والصغائر1 فضلا عن عبادة الأصنام.
لكن هذا بيان منة الله تعالى على نفسه أنك أخرجتني من صلب رجل يعبد الصم وعصمتني بفضلك عن الاتباع له /[20ظ] عند شدة الدعاء منه والتهديد على تركه، فأنا1 أستديم ذلك وأستمد منك الهداية والعصمة. كما قال الشيخ أبو القاسم الحكيم:1 إن الأجلة خوفهم في حالة الأمن4 والسلامة أكثر من خوف السفلة في الهلاك. واستدل بهذه1 الآية وبقول 2 ى م: إذا لم يكن: سورة الأنعام، 91/2.
3 ى - الى الله تعالى.
هممهم على؛ ى: عن: 5 سورة ايراهيم، 35/14.
6ى: الصغائر والكبائر: ى: وآنا.
1 هو أبو القاسم إسحاق بن محمد بن إسماعيل، المعروف بالحكيم السمرقتدي الحفي من القضاة. أخذ الفقه والكلام عن أبي منصور محمد الماتريدي ولقب بالحكيم لكثرة حكمته وموعظته، وصحب أبا بكر الوراق ومشايخ بلخ في زمانه وأخذ عنهم التصوف.
توفي سنة 342ه/953م. انظر: الفوائد البهية للكنوي، ص )4؛ ومعجم المؤلفين لكخالة، 237/2.
4ل م - الأمن هذه
পৃষ্ঠা ৫৬