204

মুনতাখাব ফি তাফসির

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

জনগুলি

30- وانتهى الخبر إلى جماعة من النساء فى المدينة، فتحدثن وقلن: إن امرأة العزيز تغرى خادمها وتخدعه عن نفسه ليطيعها فيما تريده منه، قد خالط حبه شغاف قلبها حتى وصل إلى صميمه، إنا نعتقد أنها بمسلكها معه فى ضلال واضح وخطأ بين.

31- فلما سمعت باغتيابهن وسوء كلامهن فيها، دعتهن إلى بيتها، وأعدت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد والنمارق، وأعطت كل واحدة منهن سكينا، بعد أن حضرن وجلسن متكئات، وقدم لهن الطعام ليأكلن بالسكاكين ما تناله منه أيديهن. وقالت ليوسف: اخرج عليهن، فلما ظهر ورأينه أعظمنه وأخذهن حسنه الرائع وجماله البارع، فجرحن أيديهن من فرط الدهشة والذهول، وهن يأكلن طعامهن، قلن متعجبات مندهشات: تنزيها لله، ما هذا الذى نراه بشرا؛ لأن البشر لا يكون على هذا الحسن والجمال والصفاء والنقاء، ما هذا إلا ملك كثير المحاسن طيب الشمائل، سخى الصفات.

32- قالت امرأة العزيز تعقب على كلامهن: فذلك الفتى الذى بهركن حسنه، وأذهلكن عن أنفسكن حتى حصل ما حصل، هو الذى لمتننى فى شأنه، ولقد طلبته وحاولت إغراءه ليستجيب لى فامتنع وتأبى، كأنه فى عصمة كان يستزيد منها، وأقسم إن لم يفعل ما آمره به ليعاقبن بالسجن وليكونن من الأذلاء المهينين.

[12.33-37]

33- قال يوسف - وقد سمع منها التهديد والوعيد، وسمع منهن النصح بمطاوعتها - يا رب: السجن أحب إلى نفسى مما يطلبنه منى لأن فى هذا معصيتك ، وإن لم تحول عنى شر مكرهن وكيدهن أمل إليهن، وأكن من السفهاء الطائشين.

34- فاستجاب الله له، فصرف عنه شر مكرهن، إنه هو - وحده - السميع لدعوات الملتجئين إليه، العليم بأحوالهم وبما يصلحهم.

35- ثم ظهر رأى للعزيز وأهله، من بعد ما رأوا الدلائل الواضحة على براءة يوسف فأجمعوا على هذا الرأى، وأقسموا على تنفيذه، وهو أن يدخلوه السجن إلى زمن يقصر أو يطول، لكى يدفع مقالة السوء عن امرأته ويبعدها عن الغواية.

36- ودخل السجن مع يوسف فتيان من خدام الملك، قال له أحدهما: لقد رأيت فى منامى أنى أعصر عنبا ليكون خمرا، وقال له الآخر: لقد رأيت أنى أحمل فوق رأسى خبزا تأكل منه الطير، خبرنا يا يوسف بتفسير هذا الذى رأيناه ومآل أمرنا على هداه. إنا نعتقد أنك من الذين يتصفون بالإحسان وإجادة تفسير الرؤى.

37- قال لهما - يؤكد ما علماه عنه - لا يأتيكما طعام يساق إليكما رزقا مقدرا لكما إلا أخبرتكما بمآله إليكما قبل أن يأتيكما، وذكرت لكما صنعته وكيفيته، ذلكما التأويل للرؤيا والإخبار بالمغيبات مما علمنى ربى وأوحى به إلى. لأنى أخلصت له عبادتى، ورفضت أن أشرك به شيئا، وابتعدت عن دين قوم لا يصدقون بالله، ولا يؤمنون به على وجه صحيح، وهم بالآخرة وحسابها منكرون كافرون.

[12.38-42]

অজানা পৃষ্ঠা