মুনতাহা তালাব
منتهى الطلب من أشعار العرب
فليتَ قلوصي عندَ عزَّةَ قيّدتْ ... بحبلٍ ضعيفٍ عرَّ منها فضلّتِ
وغودرَ في الحيّ المقيمينَ رحلُها ... وكانَ لها باغٍ سوايَ فبلَّتِ
وكنتُ كذيِ الظّلعِ لمّا تحاملتْ ... على ظلْعها بعدَ العثارِ استقلّتِ
أريدُ الثّواءَ عندَها وأظُنّها ... إذا ما أطلنا عندَها المكثَ ملَّتِ
يكلّفها الخنزيرُ شتمي وما بها ... هوانِي ولكنْ للمليكِ استذلّتِ
هنيئًا مريئًا غير داء مخامرٍ ... لعزَّةَ من أعراضنا ما استحلَّتِ
واللهِ ما قاربتُ إلاَّ تباعدَتْ ... بصرمٍ ولا أكثرتُ إلاَّ أقلَّتِ
ولي زفراتٌ لو يدمنَ قتلنني ... توالي التي تأتي المنى قد تولَّتِ
فإنْ تكنِ العتَبى فأهلًا ومرحبًا ... وحقَّتْ لها العتبى لدينا وقلَّتِ
وإنْ تكنِ الأخرَى فإنَّ وراءَنا ... بلادًا إذا كلّفتُها العيسَ كلَّتِ
خليليَّ إنَّ الحاجبيَّةَ طلَّحتْ ... قلُوصيكُما وناقتِي قدْ أكلَّتِ
فلا يبعدنْ وصلٌ لعزَّةَ أصبحتْ ... بعاقبةٍ أسبابُهُ قدْ تولَّتِ
أسيئي بنا أو أحسنِي لا ملومَةً ... لدينا ولا مقليّةً إنْ تقلَّتِ
ولكنْ أنيلِي واذكُرِي من مودَّةٍ ... لنا خلَّةً كانت لديكُم فضلَّتِ
وإنِّي وإنْ صدَّتْ لمُثنٍ وصادقٌ ... عليها بما كانتْ لدينا أزلَّتِ
فما أنا بالدّاعي لعزَّةَ بالرَّدى ... ولا شامتٍ إنْ نعلُ عزَّةَ زلَّتِ
فلا يحسبِ الواشونَ أنَّ صابتِي ... بعزَّةَ كانتْ غمرةً فتجلَّتِ
فأصبحتُ قد أبللتُ من دنفٍ بها ... كما أدنفتْ هيماءُ ثمَّ استبلّتِ
فواللهِ ثمَّ اللهِ لا حلَّ بعدها ... ولا قبلها من خلَّةٍ حيثُ حلَّتِ
وما مرَّ منْ يومٍ عليَّ كيومها ... وإنْ عظمتْ أيامُ أخرى وجلَّتِ
وحلَّتْ بأعلَى شاهقٍ من فؤادهِ ... فلا القلبُ يسلاها ولا النَّفسُ ملَّتِ
فوا عجبًا للقلبِ كيفَ اعترافُهُ ... وللنّفسِ لمّا وطّنت فاطمأنّتِ
وإني وتهيامي بعزَّةَ بعدما ... تخلّيتُ ممّا بيننا وتخلَّتِ
لكالمرتجي ظلَّ الغمامةٍ كلَّما ... تبوّأ منها للمقيل اضمحلّتِ
كأنّي وإيّاها سحابةُ ممحلٍ ... رجاها فلمّا جاوزتهُ استهلَّتِ
وقال كثير يمدح بشر بن مروان، وأمه قطية بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب:
ألمْ تربعْ فتخبرُكَ الطُّلولُ ... ببينةَ رسمُها رسمٌ محيلُ
تحمَّلَ أهلُها وجرى عليها ... رياحُ الصَّيفِ والسَّربُ الهطولُ
تحنُّ بها الدَّبورُ إذا أربَّتْ ... كما حنَّتْ مولَّهةٌ عجولُ
تعلٌّقَ ناشئًا من حبِّ سلمى ... هوىً سكنَ الفؤادَ فما يزولُ
سبتني إذْ شبابي لمْ يعقّبْ ... وإذ لا يستبلُّ لها قتيلُ
فلم يمللْ مودَّتها غلاماُ ... وقد ينسى ويطّرفُ الملولُ
فأدرككَ المشيبُ على هواها ... فلا شيبٌ نهاكَ ولا ذهولُ
تصيدُ ولا تصادُ ومن أصابتْ ... فلا قودًا وليسَ به حميلُ
هجانُ اللّونِ واضحةُ المحيّا ... قطيعُ الصّوتِ آنسةٌ كسولُ
وتبسِمُ عن أغرَّ لهُ غروبٌ ... فراتِ الرِّيقِ ليسَ بهِ فلولُ
كأنَّ صبيبَ غاديةٍ بلصبٍ ... تشجُّ بهِ شآميةٌ شمولُ
على فيها إذا الجوزاءُ كانتْ ... محلّقةً وأردفَها رعِيلُ
فدعْ ليلَى فقدْ بخلَتْ وصدَّتْ ... وصدِّعَ بينَ شعبينا الشّكولُ
وأحكِمْ كلَّ قافيةٍ جديدٍ ... تخبِّرُها غرائبَ ما تقولُ
لأبيضَ ماجدٍ تهدِي ثناءً ... إليهِ والثَّناءُ له قليلُ
أبي مروانَ لا تعدِلْ سواهُ ... به أحدًا وأينَ بهِ عديلُ
بطاحيٌّ له نسبٌ مصفَّى ... وأخلاقٌ لها عرضٌ وطولُ
فقدْ طلبَ المكارمَ فاحتواها ... أغرُّ كأنَّهُ سيفٌ صقيلُ
تجنَّبَ كلَّ فاحشةٍ وعيبٍ ... وصافي الحمدَ فهوَ لهُ خليلُ
إذا السّبعونَ لم تسكتْ وليدًا ... وأصبحَ في مباركها الفحولُ
وكانَ القطرُ أجلاباُ وصرًّا ... تهبُّ به شآميةٌ بليلُ
فإنَّ بكفّهِ ما دامَ خيًّا ... من المعروفِ أوديةٌ تسيلُ
1 / 139