ليست هذه البراءة البابوية بضاعة دبلوماسية ليخامرني الشك في بعض عباراتها، وأقول: المجمع اللبناني لا يكرس حق انتخاب البطريرك فقط، بل هناك أشياء كثيرة من الحقوق التي يجب أن يظل البطرك الماروني متمتعا بها كأسلافه العظام. وهذا ما تكله الطائفة إلى عميدها، وهو الأمين الأكبر عليه.
فالبطرك بولس المعوشي حبر أحبه وأقدره؛ لأنه شعبي غير أرستقراطي، وهو الذي تمنيت له البطركية. أعترف بها علنا على مسامع لداتي وأصحابي من الأساقفة.
فلم تك تصلح إلا له
ولم يك يصلح إلا لها
فالرجل عالم فاضل، وأديب كفء؛ لأنه يمثلنا، وإذا شاءت الظروف الاستثنائية وكان بطركا معينا لا منتخبا، فأمامه المجال الواسع ليعيد إلى طائفته حقوقها المنتزعة، إن لم تكن أعادتها كلها البراءة الرسولية الجديدة.
إن هذا الاستعمار لا ينقص من إيمان الموارنة مقدار ذرة، ولكنه يشعرهم بذلة المستعمر «بفتح الميم»، ويحملهم على مخاطبة رومية، وخصوصا نيافة الكردينال تيسران السامي الاحترام، بقول شاعرنا العربي:
إن كان منزلتي في الحب عندكم
ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
فيا صاحب الغبطة، البطرك بولس المعوشي: ثق أن لا غبطة لكم ولطائفتكم إلا بإعادة الحقوق إلى أصحابها كاملة غير منقوصة.
إن الباب مفتوح أمامك، فقداسته قال منذ ثلاثة أعوام: إنه قد أوقف - لهذه المرة - مراسيم المجمع اللبناني، ثم في البراءة الرسولية التي نحن في صددها. قد قال ما مر ذكره؛ فهلم إذن إلى العمل المثمر.
অজানা পৃষ্ঠা