أذكر أنني كنت أمتحن تلميذا «موصى به»، وهو يعرف أن ظهره قوي، فسألته مسألة، فقال لي كالساخر: أنت احزر يا أستاذ.
فقلت له: أنا حازر أنك لو كنت تعرف العربية ما فررت من الشام وشرفتنا ... وسوف تفوز بالبكالوريا اللبنانية غصبا عن رقبتي.
وهكذا كان!
جميل جدا جدا رفع مستوى البكالوريا اللبنانية، شرط ألا تقفل الأبواب بوجه الظامئين إلى العلم، فبين مواليد ابن البشر من لا تفتح مواهبه إلا ببطء وفي سن معلومة.
إن رفع المستوى الثقافي لا يكون بأن نضع على الممتحنين شروط المسكوب على السلطان ... بل في التدقيق والعدل، وليرسب من شاء.
وعلى المعاهد والطلاب أن يضطلعوا بمسئولياتهم.
إن إحراز علامة كذا في المادة الفلانية شيء كنا نقرره عند هبوط المستوى يوم كنا نمتحن طلاب البكالوريا ولم يعترض عليه أحد.
ليس للطلاب حق في معارضة من لا يحرز 20 / 5 في لغة أجنبية، و20 / 7 في اللغة الأم؛ فالبكالوريا إذ ذاك لا تنفع حاملها. إنها كحوالة بدون مئونة أو بندقية فاضية.
أما علامة الرياضيات فيجب ألا نضع لها حدا أدنى في الفرع الأدبي؛ لئلا يكون عملنا تعجيزا، ومثل هذا، بل أشر، منع الطالب من التقدم إلى الامتحان بعد الرسوب رابع مرة.
كان يقول لي جدي: «الحبل مع الأيام يقطع خرزة البير.» ويخبرني حكاية مار إفرام الذي كان في مطلع عمره طلطميسا، وما حمله على الدرس بعناء إلا رؤيته خرزة البير.
অজানা পৃষ্ঠা