كأني أسمع بأذني - بعد هذا الاستطراد - شيخنا الشدياق يقول لي: اسكت يا ولد؛ أما جاءت نوبتي؟
قلت: عفوا يا شيخ، إن الحديث شجون؛ فلنتعاون عليه.
اسمعوا ما يقول الشدياق في شعر المناسبات «كشف المخبأ، صفحة 166»:
ومن كان قد قرأ بعض أشعار وسمع من أهل العلم - مثلا - أن الشعر منقبة سنية؛ تصدى إلى أي نظم كان؛ فإذا رأى طائرا في الجو نظم فيه قصيدة، وإذا تزوج أحد في بلده نظم فيه «تواريخ»، وإذا توفي أحد قال: قد غاض بحر الكرم، ودكت أركان المعالي، وذوت رياض الفضائل، وأفل نجم الهدى، وخسف بدر المجد، وكسفت شمس الفضل، ثم لا يزال يطلع في عاجلة النبي إلياس حتى يصل إلى الفلك الأثير، ويعدد جميع ما هنالك من النجوم، وينتزع منها كفنا لمرثيه.
أما الغريب المضحك فتقرؤه في «الفارياق» حين يصف لك كيف يمدح شاعر «السري» كل حركة من حركاته، وكيف كان ينظم الشعر عند قدوم كل بشير، وما أكثر مبشريه!
لا أستطيع أن أنقل لك كل ما كتبه الشيخ في هذا الموضوع؛ فعد إلى كتابه واقرأ. لا شك أنك تقول معي: الله أكبر يا أحمد.
أما الآن فاسمع ما قاله في مدح السري - إني أترك لك التعليق على كل بيتين لتقرأه في الفارياق - قال:
قام السري مبكرا لصبوحه
فارتجت الأرضون من تبكيره
أوما ترى ذي الشمس من شباكه
অজানা পৃষ্ঠা