ويقاتلون الريح كل شتوة [١] ... حتى تغيب الشمس في الرجاف [٢]
لم تر عيني مثلهم وهم الألى ... كسبوا فعال التلد والأطراف
ويقول [٣] مطرود يوما بعد ذلك بعد ما مات بنو عبد مناف وهو خارج فتلقاه عبد المطلب ومطرود على بعير أعجف ورحل [٤] خلق بهيئة سوء، فآواه إلى رحله وكساه كسوة حسنة وأعطاه راحلة فارهة ورحلا فاخرا، فقال مطرود:
(الكامل)
يا شيبة [٥] الحمد الذي [٦] تثنى له [٧] ... أيامه [٨] من خير ذخر الذاخر
المجد ما حجت إياد [٩] بيته ... ودعا [١٠] هديل فوق غصن ناضر [١٠]
آوى فأحسن ثم متّع رجلتي ... بنجيبة سرح [١١] ورحل فاخر
والله لا أنساكم وفعالكم ... حتى أغيّب في سفاة [١٢] القابر
_________
[١] الشطر الأول في سيرة ابن هشام ص ١١٤: والمطعمين إذا الرياح تناوحت، وفي أمالي القالي ١/ ٢٤٢:
ويكللون جفانهم بسديفهم، وفي المحبر ص ١٦٤ «يقابلون» مكان «يقاتلون» وفي الأصل «عشية» ولعله كما أثبتنا (مدير) .
[٢] الرجاف كشدّاد: البحر.
[٣] في الأصل: يقتل.
[٤] في الأصل: رجل- بالجيم المعجمة.
[٥] في الأصل: من شبه، وشيبة الحمد لقب أو اسم ثان لعبد المطلب، سمى بذلك لأنه ولد وفي رأسه شعرة بيضاء- نهاية الارب ١/ ٢٤١ وشرح نهج البلاغة ٣/ ٤٥٩.
[٦] في الأصل: الندى.
[٧] في الأصل: وبنا له، والتصحيح من شرح نهج البلاغة ٣/ ٤٥٣ ورسائل الجاحظ ص ٦٩.
[٨] في الأصل: ابؤه.
[٩] في الأصل: اباد- بالباء وإياد بكسر الهمزة وهم إياد بن نزار بن معد بن عدنان من آباء قريش، والمراد قبائل قريش، وفي شرح نهج البلاغة ٣/ ٤٥٣ ورسائل الجاحظ ص ٦٩:
قريش.
[١٠] هديل كجميل: صوت الحمام، وفي شرح نهج البلاغة ٣/ ٤٥٣: هذيل- بالذال المعجمة، وهو تحريف، وفي الأصل «غفر الناضر» مكان «غصن ناضر» (مدير) .
[١١] ناقة سرح كدبر: سريعة سهلة السير.
[١٢] في الأصل: صفت، والتصحيح من شرح نهج البلاغة ٣/ ٤٥٣ ورسائل الجاحظ ص ٦٩، والسفاة بفتح السين: تراب القبر والبئر جمعها السفيّ. وقد يجوز «صفاة» بمعنى الحجر (مدير) .
1 / 47