16
اسم الصنم الكبير الرئيسي بين أصنامها، منذ النصف الأول من القرن الثالث، وهو تمثال عقيقي
17
جلبه من الخارج بعض الرؤساء،
18
وكان هبل في ذلك العهد ربا لقبيلة قريش، أما الكعبة نفسها فلم تكن ملكا للقرشيين، بل كانت - على الحقيقة - ملكا مشاعا لأكثر القبائل التي تربطهم بها وشائج المصلحة السياسية العامة، وكان للكعبة صبغة عالمية عندهم.
وقد وضعت كل قبيلة من تلك القبائل صنمها الذي تعبده في ذلك المحراب الكعبة حتى بلغ عدد الأرباب التي بها ثلاث مئة وستين ربا، وكان التسامح الديني سائدا، وقد وصل بهم إلى أعظم حدوده، فقد كنت ترى في الكعبة - زيادة على ما أسلفنا ذكره من الأصنام - صورة إبراهيم الخليل وصورة الملائكة، وصورة العذراء مع طفلها عيسى.
الحجر الأسود
على أنهم كانوا لا يقدسون شيئا، كما يقدسون الحجر الأسود وهو الحجر الذي يزعم المسلمون أنه كان أول أمره أبيض، ثم اسود من توالي الحريق الذي حدث في الكعبة، وقد لعب هذا الحجر فيما بعد - في قابل الإسلام - دورا خطيرا في التاريخ الإسلامي، ولا زال يعده المسلمون - حتى أيامنا هذه - حجرا مقدسا، وسنذكر في بعض الفصول التالية بعض أقاصيص يرويها بعض علماء الكلام واللاهوت من المسلمين عن هذا الحجر.
وقد وصفه لنا بعض السائحين الأوروبيين الذين شاهدوه، فذكر أنه قطعة من حجر البازلت البركاني، تلمع في أنحائه نقط بلورية، وتبدو في بعض جهاته قطع صغيرة من النوع الذي يطلقون عليه اسم «فيلسبار» لونها تارة أحمر بأسفله ظلال قاتمة، وتارة أسمر يميل إلى السواد .
অজানা পৃষ্ঠা