أما أحفادهم اليوم فهم أبعد ما يكونون عن هذه المكانة من الدين والخلاق . إنهم منهمكون فيما حرم الله ، لا يزعهم وازع ما عن الزنا والفسق والدخان وشرب الخمور وترك الصلاة والزكاة وما إليها من الواجبات تركا وعملا . وهذا فضلا عن الكذب والبهتان وشهادة الزور في بعض الأحيان .هذه الحالة المؤسفة لم يسلم منها إلا من سلمه الله وقليل ما هم . وإذا قيل لأحدهم اتق الله أخذته العزة بالإثم ، بل ربما أعلنها عليك حربا عوانا لا هوادة فيها ولا هدنة.
م - 4 0 تاريخ الأباضية
(10) : قرأ أحد بني شماخ هذه النبذة فثار وعربد زاعما أنها إهانة من المؤلف لأسرته ، فعهد لبعض البسطاء بأن يقاطعوا تأليفه وأن لا يشتروا نسخة من نسخه احتجاجا على سلوكه وأنا أقول أنه كان في عمله هذا يمثل من قال فيه الشاعر :
يا ناطح الجبل العالي لتوهنه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وبما أن هذا الفهم السقيم لم يخطر ببالي ، فقد لزم أن أقرر بأني لم أقصد مما ذكرته إلا تقرير الأمر الواقع ، عالما بأنه لا يصح للكاتب في أي موضوع كان أن يشوه الحقائق ويقلب الوضاع إرضاء لهذا أو ذاك . وقد صرح العلامة الشيخ سعيد الشماخي في إحدى قصائده بأن الجهل شائع في أسرته وفي يفرن بني جلدته مخاطبا بها صديقه العلامة الورع الشيخ عبد الله والد البطل الشهير سليمان باشا الباروني ومحرضا إياه على القيام بواجب الوعظ والإرشاد ومحاربة الجهل بوطن يفرن . وهل يصح لنا أن نعتبر الشيخ سعيد الشماخي مهينا لنفسه ولأسرته ولبني وطنه حينما عبر بشيوع الجهل فيهم كما مر .
পৃষ্ঠা ৯৫