মুখতাসার কিয়ামুল লাইল

আল-মাকরিজি d. 845 AH

মুখতাসার কিয়ামুল লাইল

مختصر قيام الليل

باب حكم قيام الليل قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي بسمرقند : قال الله تبارك وتعالى : يا أيها المزمل ، قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا (1)

__________

পৃষ্ঠা ১

(1) سورة : المزمل آية رقم : 1 باب حكم قيام الليل قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي بسمرقند : قال الله تبارك وتعالى : يا أيها المزمل ، قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا (1)

__________

পৃষ্ঠা ২

(1) سورة : المزمل آية رقم : 1 1 - ثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ ، عن المقدام بن شريح ، عن عائشة ، أنها أخبرت شريحا ، أنها كانت إذا عركت (1) قال لها رسول الله A : « يا بنت أبي بكر ، شدي على وسطك » ، فكان يباشرها من الليل ما شاء الله حتى يقوم لصلاته ، وقل ما كان ينام من الليل كما قال الله له : قم الليل إلا قليلا (2) «

__________

(1) عركت : حاضت

পৃষ্ঠা ৩

(2) سورة : المزمل آية رقم : 2 2 - حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع ، وبحر بن نصر ، قالا : ثنا ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، قال : حججت ، فدخلت على عائشة Bها ، فسألتها عن خلق رسول الله A ، فقالت : « كان خلق رسول الله A القرآن . وسألتها عن قيام رسول الله A بالليل ، فقالت : أما تقرأ : يا أيها المزمل ؟ قلت : بلى ، قالت : فهو قيامه » 3 - حدثنا عباس بن الوليد النرسي ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، حدثنا أنه ، طلق امرأته ثم دخل المدينة ليبيع عقارا (1) له بها ، ثم يجعله في الكراع والسلاح ، ثم يجاهد الروم حتى يموت . قال : فلما قدمت المدينة لقيت رهطا (2) من الأنصار ، أو قومه ، فحدثهم ، فحدثوه أن رهطا منهم ستة أرادوا ذلك في حياة رسول الله A ، فنهاهم نبي الله A عن ذلك فقال لهم : « أليس لكم في أسوة (3) ؟ » ، فلما حدثوه حديثهم هذا أشهدهم على رجعة (4) امرأته ، ثم أتانا فأخبرنا أنه انطلق إلى عائشة Bها . قال : فأتيت على حكيم بن أفلح ، فاستلحقته (5) فجاء معي ، فاستأذنا فدخلنا عليها . فقالت : أحكيم ؟ وعرفته . قال : نعم . قالت : من هذا معك ؟ قال : سعد بن هشام . قالت : من هشام ؟ قال : ابن عامر نعم المرء كان وكان أصيب يوم أحد قلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني عن خلق رسول الله A . قالت : ألست تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى ، قالت : فإن خلق رسول الله A كان القرآن . قال : فهممت أن أقوم فلا أسألها عن شيء أو فلا أسأل أحدا عن شيء فبدا لي ، فقلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني عن قيام رسول الله A . قالت : ألست تقرأ هذه السورة : يا أيها المزمل ؟ قلت : بلى . قالت : فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة فقام نبي الله A وأصحابه حولا (6) حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة ، فصار قيام الليل تطوعا (7) بعد فريضة « وعن ابن عباس Bه في قوله : » قم الليل إلا قليلا (8) أمر الله نبيه A والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلا ، فشق على المؤمنين ثم خفف عنهم ورحمهم وأنزل بعد هذا : علم أن سيكون منكم مرضى (9) الآية . فوسع الله له ولم يضيق . قال : كان بين الآيتين سنة : يا أيها المزمل قم الليل (10) و فاقرءوا ما تيسر إلى آخر السورة « ، وعن جابر بن عبد الله Bه ، أن النبي A بعثهم في جيش وأمر عليهم أبا عبيدة Bه وقد كان كتب عليهم قيام الليل فكانوا يقومون حتى انتفخت أقدامهم فأصابهم في ذلك الوجه جوع شديد . قال : ووضع الله عنهم قيام الليل » ، وعن الحسن C « أن الله لما أنزل هذه السورة وكان بين أولها وآخرها سنة : يا أيها المزمل حتى بلغ فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا (11) ثم أنزل الله بعد سنة إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك قال : لا والله ما كل القوم قام بها . قال : والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم . فبكى الحسن عند ذلك . وقال : الحمد لله الذي جعل قيام الليل تطوعا بعد فريضة : علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله حتى بلغ فاقرءوا ما تيسر منه وقال : ولا بد من قيام الليل قال : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (12) . قال فريضتان لا صلاح للأعمال إلا بهما » ، وعن أبي عبد الرحمن السلمي : « لما نزلت يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا قام رسول الله A وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وسوقهم ، حتى نزلت إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا حتى بلغ فاقرءوا ما تيسر من القرآن » ، وعن قتادة في قوله : « يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا افترض الله قيام الليل في أول هذه السورة . فقام رسول الله A وأصحابه حولا فأمسك الله خاتمتها في السماء أثني عشر شهرا ، ثم أنزل الله التخفيف في آخرها ، فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة . قال : علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله الآية فنسخت هذه الآية ما كان قبلها » ، وعن مجاهد في قوله : فاقرءوا ما تيسر منه قال : « رخص لهم في قيام الليل » ، وعن عكرمة : « يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا قال : » لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسختها آخر السورة قوله : فاقرءوا ما تيسر منه . وعن عطاء في قوله : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (13) . قال : ذلك إذا أمروا بقيام الليل إلا قليلا كانوا يحتجرون احتجارا بالصلاة . فقال رجل لعطاء من الجوع ؟ قال : بل لله كان أبو ذر يحتجر ، ثم يأخذ الغطاء فيتعبد عليها حتى نزلت الرخصة : فاقرءوا ما تيسر إلى وأقيموا الصلاة قال : المكتوبة « ، وسأل رجل عكرمة : إني أتعلم القرآن ويقولون لا توسده . فقال له : » إنك أن تنام عالما خير من أن تنام جاهلا «

__________

(1) العقار بالفتح : الضيعة والنخل والأرض ونحو ذلك

(2) الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة

(3) الأسوة : القدوة

(4) الرجعة : ارتجاع الزوجة المطلقة غير البائنة إلى النكاح من غير استئناف عقد

(5) فاستلحقته : أدركته

(6) الحول : العام أو السنة

(7) التطوع : هو فعل الشيء تبرعا من نفسه واختيارا دون إجبار

(8) سورة : المزمل آية رقم : 2

(9) سورة : المزمل آية رقم : 20

(10) سورة : المزمل آية رقم : 1

(11) سورة : المزمل آية رقم : 19

(12) سورة : البقرة آية رقم : 43

পৃষ্ঠা ৫

(13) سورة : الذاريات آية رقم : 17 4 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قلت لأبي أسامة : أحدثكم عبد الحميد بن جعفر ، عن المقبري ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، عن النبي A أنه بعث بعثا (1) ذوي عدة فاستقرأ كل رجل منهم فأتى على رجل من أحدثهم سنا . فقال : ما معك يا غلام ؟ قال : معي كذا ومعي كذا ومعي سورة كذا ومعي سورة البقرة . فقال رجل من أشرافهم : والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن لا أقوم به . فقال رسول الله A : « تعلموا القرآن واقرءوه وإن لم تقوموا به فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب (2) محشو مسكا يفوح (3) ريحه في كل مكان ومثل من تعلمه ورقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكئ على مسك » وعن أبي رجاء قلت : للحسن C : ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه ولا يقوم به إنما يصلي المكتوبة ؟ قال : « لعمر الله ذاك إنما يتوسد القرآن . قلت قال الله تعالى : فاقرءوا ما تيسر منه (4) قال : نعم ولو خمسين آية » ، وقال معمر قلت لابن طاوس : « هل كان أبوك ربما نام الليل حتى يصبح ؟ قال : ربما أتى عليه ذاك » وعن طارق بن شهاب C : أتيت سلمان فقلت لأنظرن كيف صلاته ؟ فكان ينام من الليل ثلثه . وقال : « حافظوا على هذه الصلوات المكتوبات فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب القبلة . فإذا صلى الناس العشاء كانوا على ثلاثة منازل ، منهم من له ولا عليه . ومنهم من عليه ولا له ، ومنهم من لا عليه ولا له . فقلت : من عليه ولا له ؟ قال : رجل صلى العشاء ، فاغتنم غفلة الناس وظلمة الليل ، فركب رأسه في المعاصي ، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل ، فركب رأسه وقام يصلي ، فذاك له ولا عليه ، ورجل نام فذاك لا عليه ولا له . وقال له رجل : إني لا أطيق الصلاة بالليل ، فقال : لا تعص الله بالنهار ولا عليك أن لا تصلي بالليل » وقال رجل لابن عمر : إني أحب التهجد والصلاة لله ولا أقدر عليها مع الضعف . فقال : ارقد يا ابن أخي ما استطعت واتق الله ما استطعت . وقال سفيان : « شر حالات المؤمن أن يكون نائما وخير حالات الفاجر أن يكون نائما ؛ لأن المؤمن إذا كان مستيقظا فهو متحل بطاعة الله خير له من نومه ، والفاجر إذا كان مستيقظا فهو متحل بمعاصي الله فنومه خير له من يقظته »

__________

(1) البعث : الجيش

(2) الجراب : إناء مصنوع من الجلد يحمل فيه الزاد أثناء السفر

(3) فاح : انتشر وعم

পৃষ্ঠা ৬

(4) سورة : المزمل آية رقم : 20 5 - حدثنا إسحاق ، أخبرنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر بن عبد الله ، قال : جاء النعمان بن قوقل إلى رسول الله A فقال : إني أحللت الحلال وحرمت الحرام وأديت المكتوبات . أأدخل الجنة ؟ قال : « نعم » . وفي لفظ قال النعمان لرسول الله A : أرأيت إن صليت المكتوبات وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أأدخل الجنة ؟ قال : « نعم » وقال قتادة : « يا أيها المزمل (1) هو الذي يزمل ثيابه » وعن عكرمة قال : « زملت هذا الأمر فقم به : و يا أيها المدثر (2) دثرت هذه الأمر فقم به » وعن أبي عبيد قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وأبو عمرو والكسائي المزمل والمدثر بالتشديد والإدغام وكذلك نقرأهما وعليهما الأمة والمزمل الملتف بثوبه . وقال الشافعي : سمعت من أثق بخبره وعلمه يذكر أن الله أنزل فرضا في الصلاة ثم نسخه بفرض غيره ، ثم نسخ الثاني بالفرض في الصلوات الخمس . قال : كأنه يعني قول الله : يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ثم نسخه في السورة معه بقوله : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه (3) إلى قوله : فاقرءوا ما تيسر من القرآن فنسخ قيام الليل أو نصفه أو أقل أو أكثر بما تيسر . قال : ويقال نسخ ما وصف في المزمل بقول الله : أقم الصلاة لدلوك الشمس (4) زوالها إلى غسق الليل العتمة وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك فأعلمه أن صلاة الليل نافلة لا فريضة ، والفرائض فيما ذكر من ليل ونهار . قال : ففرائض الصلوات خمس وما سواها تطوع . وعن أبي عبيد قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو : نصفه وثلثه بالخفض وكان ابن كثير وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي يقرأونها نصبا نصفه وثلثه غير أن ابن كثير كان يخفف ثلثه . وقال وقراءتنا التي نختارها الخفض لقوله : علم أن لن تحصوه فكيف تقدرون على أن تعرفوا نصفه من ثلثه وهم لا يحصونه . قال الشافعي : فتأول أبو عبيد أن قوله : علم أن لن تحصوه : لن تعرفوه ذهب إلى الإحصاء في العدد . وقال غير أبي عبيد من أهل العلم بالعربية ، إنما قوله : لن تحصوه : لن تطيقوه . وقال تقول العرب ما أحصى كذا ، أي ما أطيقه . وقال ومنه قول النبي A : « استقيموا ولن تحصوا » ، أي لن تطيقوا أن تستقيموا في كل شيء يقول : « سددوا وقاربوا » عن أبي صالح لما نزلت : « إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي إلى قوله : علم أن لن تحصوه قال : قال جبريل : أشق عليكم ؟ قال : » نعم « . قال : وما منا إلا له مقام معلوم ، وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون (5) » ، وعن قتادة : « إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه وأدنى من ثلثه » وقال مجاهد : « تقوم أدني من ثلثي الليل وتقوم نصفه أو ثلثه والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه » وعن الحسن وقتادة : علم أن لن تحصوه ، لن تطيقوه قال محمد بن نصر قال بعض أهل العلم في قوله : قم الليل إلا قليلا أي صل الليل إلا شيئا يسيرا منه تنام فيه وهو الثلث . ثم قال : نصفه أي قم نصفه أو انقص من النصف قليلا أي الثلث أو زد على النصف إلى الثلثين . فلما نزلت هذه الآية قام النبي A وطائفة من المؤمنين معه وأحد المسلمون أنفسهم بالقيام على المقادير حتى شق ذلك عليهم ، فأنزل الله إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه أي وتقوم نصفه وثلثه وسائر أجزائه . علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوا معرفة حقائق ذلك ، والقيام فيه على هذه المقادير فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن رخص لهم في أن يقوموا ما أمكن وخف بغير مدة معلومة ولا مقدار . قال : ثم نسخ هذه بالصلوات المكتوبات . قال : ولو قرأنا : أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه بالخفض دل ذلك على أنه كان ربما قام أقل من ثلثي الليل وفي هذه مخالفة لما أمر به لأن الله قال له : قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا إلى الثلث ولم يأمره أن ينقص من الثلث شيئا . قال : فذهب الشافعي في الحكاية التي حكاها وغيره إلى أن الله افترض قيام الليل في أول سورة المزمل على المقادير التي ذكرها ، ثم نسخ ذلك في آخر السورة وأوجب قراءة ما تيسر في قيام الليل فرضا ، ثم نسخ فرض قراءة ما تيسر بالصلوات الخمس . وأما سائر الأخبار التي ذكرناها عن عائشة وابن عباس وغيرهما فإنها دلت على أن آخر السورة نسخت أولها ، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة بنزول آخر السورة ، فذهبوا إلى أن قوله فاقرءوا ما تيسر اختيار لا إيجاب فرض . وقال : وهذا أولى القولين عندي بالصواب ، وكيف يجوز أن يكون الصلوات الخمس نسخت قيام الليل ، والصلوات الخمس مفروضات في أول الإسلام ، والنبي A بمكة ، فرضت عليه ليلة أسري به ، والأخبار التي ذكرناها تدل على أن قوله : فاقرءوا ما تيسر من القرآن إنما نزل بالمدينة ونفس الآية تدل على ذلك ، قوله : علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ، والقتال في سبيل الله إنما كان بالمدينة . وكذلك قوله : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (6) الزكاة إنما فرضت بالمدينة وفي حديث جابر أن النبي A بعثهم في الجيش وقد كان كتب عليهم قيام الليل ، وبعثه الجيوش لم يكن إلا بعد قدوم النبي A المدينة قال : ويقال لمن أوجب القيام بالليل فرضا بما قل أو كثر احتجاجا بقوله : فاقرءوا ما تيسر منه ، خبرنا عنه إذا لم يخفف عليه ولم يتيسر أن يقرأ بشيء هل توجب عليه أن يتكلف ذلك وإن لم يخفف ولم يتيسر . فإن قال : نعم ، خالف ظاهر الكتاب وأوجب عليه ما لم يوجبه الله . وإن قال : لا يجب عليه تكلفه ذلك إذا لم يتيسر ، ويخفف ، فقد أسقط فرضه ، ولو كان فرضا لوجب عليه خف أو لم يخف كما قال : انفروا خفافا وثقالا (7) وقوله : ما تيسر يدل على أنه ندب واختيار وليس بفرض . قال : وقد احتج بعض أصحاب الرأي في إيجاب القراءة في الصلوات المكتوبات بقوله : فاقرءوا ما تيسر من القرآن فأسقطوا فرض قراءة فاتحة الكتاب متأولين لهذه الآيات فقالوا : إنما عليه أن يقرأ ما تيسر من القرآن ، ولا عليه أن لا يقرأ بفاتحة الكتاب . ثم ناقضوا فقالوا : لابد أن يقرأ بثلاث آيات فصاعدا أو بآية طويلة نحو آية الدين أو آية الكرسي . فإن قرأ بآية قصيرة نحو قوله مدهامتان (8) و لم يلد (9) ، لم يجز وليست هذه الآية من القراءة في الصلوات المكتوبات في شيء . إنما نزلت الآية على ما أعلمتك بقيام الليل ، وإنما أخذت القراءة في الصلوات المكتوبات عن النبي A كما أخذ عدد الركوع والسجود وسائر ما في الصلاة عن النبي عليه السلام . ولذكر القراءة في الصلوات المكتوبات كتاب غير هذا سنحكي اختلاف الناس واحتجاجاتهم فيها هنالك . وما أدخلنا على الطائفة الأولى في إيجابهم قراءة ما تيسر في قيام الليل داخل على أصحاب الرأي بأن يقال لهم : خبرونا عمن لم يتيسر عليه قراءة شيء من القرآن في الصلاة ولم يخفف ، هل توجبون عليه أن يتكلف مقدار ما حددتم من قراءة ثلاث آيات أو آية طويلة . وإن ثقل ذلك عليه ولم يتيسر ؟ فإن قالوا : نعم . قيل : فمن أين أوجبتم عليه قراءة ما لم يتيسر عليه ؟ وإنما أمر الله بقراءة ما تيسر في زعمكم ، ويلزمكم أن تجيزوا للمصلي إذا افتتح الصلاة أن يقول ألفا ويركع ويقول : لم يتيسر علي أكثر من ذلك . فإن أجازوا ذلك خالفوا السنة وخرجوا من قول أهل العلم . قوله : ورتل القرآن ترتيلا (10) عن ابن عباس قال : بينه تبيينا وقال له رجل : إني سريع القراءة أقرأ البقرة في مقام . فقال : لأن أقرأ البقرة فأرتلها وأقدرها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقول وقرأ علقمة على عبد الله وكان حسن الصوت . فقال : رتل فداك أبي وأمي . فإنه زين القرآن . قال علقمة : صليت مع ابن مسعود من أول النهار إلى انصرافه من الفجر فكان يرتل ولا يرجع ويسمع من في المسجد وعن قتادة : بلغنا أن عامة قراءة النبي A كانت المد وعن مجاهد : ورتل القرآن ترتيلا . قال : ترسل فيه ترسيلا ، وفي رواية قال : بعضه على إثر بعض وعن حفصة Bها . كان رسول الله A يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها

__________

(1) سورة : المزمل آية رقم : 1

(2) سورة : المدثر آية رقم : 1

(3) سورة : المزمل آية رقم : 20

(4) سورة : الإسراء آية رقم : 78

(5) سورة : الصافات آية رقم : 164

(6) سورة : البقرة آية رقم : 43

(7) سورة : التوبة آية رقم : 41

(8) سورة : الرحمن آية رقم : 64

(9) سورة : الإخلاص آية رقم : 3

পৃষ্ঠা ৭

(10) سورة : المزمل آية رقم : 4 6 - ثنا إسحاق ، أخبرنا الوليد ، ثنا زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن حذيفة ، عن حذيفة ، Bه ، أنه صلى مع رسول الله A ليلة فقرأ بالطوال قراءة ليست بالخفيضة ولا الرفيعة ويحسن ويرتل ثم ركع « قوله إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا (1) قال الحسن : » العمل به ثقيل « وفي رواية قال : » ثقيلا في الميزان يوم القيامة « وقال قتادة : » تثقل والله فرائضه وحدوده « وفي رواية قال : » ليس يعني قرأة ولكن فرائضه وسننه قد تأول بعضهم أنه أراد ثقل الوحي على النبي A حين كان ينزل عليه

__________

পৃষ্ঠা ৮

(1) سورة : المزمل آية رقم : 5 7 - ثنا محمد بن رافع ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، أخبرني هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن النبي A كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها (1) فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه وعن أسماء بنت يزيد قالت : نزلت سورة المائدة وأنا آخذ بزمام ناقة رسول الله A العضباء . فكادت من ثقلها أن تندق عضد الناقة

__________

পৃষ্ঠা ৯

(1) الجران : باطن العنق 8 - ثنا محمد بن رافع ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، Bها قالت : سأل النبي A رجل فقال : كيف يأتيك الوحي يا نبي الله ؟ قال : « يأتيني أحيانا وله صلصلة كصلصلة الجرس فينفصم عني وقد وعيت (1) وذلك أشد علي . ويأتيني أحيانا في صورة الرجل أو قال : الملك فيخبرني فأعي ما يقول » وعن أبي سعيد الخدري Bه : كان إذا نزل عليه الوحي غشيه عرق أو بهر

__________

পৃষ্ঠা ১০

(1) وعى : حفظ وفهم وأدرك وحوى ذكر الترغيب في قيام الليل من كتاب الله D قال الله تبارك وتعالى لنبيه A ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا (1) وقال : واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا (2) . وقال : ومن الليل فسبحه وأدبار السجود (3) . وقال : وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم (4) وقال : إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون (5) تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون (6) . وقال : إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ، إن لك في النهار سبحا طويلا (7) ومدح قوما فقال : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون (8) وقال : والمستغفرين بالأسحار (9) وقال : أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه (10) . وقال : يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون (11) ومدح وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما وعن عبد الله بن قيس أنه سمع عائشة Bها وذكر عندها قوم يزعمون أنهم إذا أدوا الفرائض لا يبالون أن يتزيدوا . فقالت : لعمري لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم ، ولكنهم قوم يخطئون بالنهار . وإنما أنتم من نبيكم ونبيكم منكم ، فما رأيت النبي A ترك قيام الليل إلا أن يمرض فيصلي وهو جالس ، ثم نزعت بكل آية في القرآن يذكر فيها قيام الليل وعن علقمة والأسود : إنما التهجد بعد نومة وعن عمرو بن غزية الأنصاري أنه قال : يحسب أحدكم أنه إذا قام من الليل فصلى حتى يصبح أنه قد تهجد . إنما التهجد الصلاة بعد رقدة . ثم الصلاة بعد رقدة . ثم الصلاة بعد رقدة . فتلك كانت صلاة رسول الله A وعن أبي إسحاق نافلة لك قال : ليس هي نافلة لأحد إلا للنبي A وعن مجاهد ومن الليل فتهجد به نافلة لك قال : النافلة للنبي A خاصة من أجل أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . فما عمل من عمل سوى المكتوبة فهو له نافلة من أجل أنه لا يعمل ذلك في كفارة الذنوب فهي نوافل له وزيادة ، والناس يعملون ما سوى المكتوبات لذنوبهم في كفارتها ، فليس للناس نوافل ، إنما هي للنبي A خاصة وعن الحسن : لا تكون نافلة الليل إلا للنبي A وعن قتادة : نافلة لك قال : تطوعا وفضيلة لك

__________

(1) سورة : الإسراء آية رقم : 79

(2) سورة : الإنسان آية رقم : 25

(3) سورة : ق آية رقم : 40

(4) سورة : الطور آية رقم : 48

(5) سورة : السجدة آية رقم : 15

(6) سورة : السجدة آية رقم : 16

(7) سورة : المزمل آية رقم : 6

(8) سورة : الذاريات آية رقم : 17

(9) سورة : آل عمران آية رقم : 17

(10) سورة : الزمر آية رقم : 9

পৃষ্ঠা ১১

(11) سورة : آل عمران آية رقم : 113 9 - ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة عن النبي A قال : « إذا توضأ الرجل خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ورجليه ، وإن جلس جلس مغفورا له » قال أبو أمامة : إنما كانت النافلة للنبي A قال وكيع : يعني ومن الليل فتهجد به نافلة لك (1) قال محمد بن نصر : وقد روينا عن النبي A أنه سمى مشيه إلى المسجد وصلاته بعد وضوئه نافلة

__________

পৃষ্ঠা ১২

(1) سورة : الإسراء آية رقم : 79 10 - ثنا يحيى ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله الصنابحي ، أن رسول الله A قال : « إذا توضأ العبد » فذكر وفيه : ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة (1) «

__________

পৃষ্ঠা ১৩

(1) النافلة : ما كان زيادة على الأصل الواجب 11 - ثنا محمد بن يحيى ، ثنا المعلى بن أسد ، ثنا بشار بن الحكم أبو زيد الضبي ، ثنا ثابت ، عن أنس ، Bه قال : قال رسول الله A : « طهور الرجل لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وتبقى صلاته نافلة (1) له » وعن ابن مسعود Bه إن الله فرض عليكم خمس صلوات بالليل والنهار ، لكم بهن خمسون حسنة ، فمن كان مقارفا فثلاثون ، وتبقى عشرون ، فإن آب فأربعون ويبقى له عشر حسنات ثم النوافل بعد ، كما ينال المقاسم فإن الرجل يصيب من نفله أفضل من سهمه قال : فقد سمى ابن مسعود التطوع نوافل من الناس كلهم لم يخص بذلك النبي A دون غيره ، وهذا المعروف في اللغة ؛ أن كل تطوع نافلة من الناس كلهم

__________

পৃষ্ঠা ১৪

(1) النافلة : ما كان زيادة على الأصل الواجب 12 - وأما الخبر الذي عن أبي أمامة ، فإن عباس بن وليد النرسي أخبرنا ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة ، أنه حدث أن نبي الله A قال : « إن الوضوء يكفر ما قبله ، ثم تصير الصلاة نافلة (1) » قيل له : أنت سمعت ذاك من نبي الله A ؟ قال : نعم ، غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع ولا خمس

__________

পৃষ্ঠা ১৫

(1) النافلة : ما كان زيادة على الأصل الواجب باب ما جاء في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع (1)

__________

পৃষ্ঠা ১৬

(1) سورة : السجدة آية رقم : 16 13 - حدثنا محمد بن بشار ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن الحكم ، سمعت عروة بن النزال ، عن معاذ بن جبل ، قال : أقبلنا مع النبي A من غزوة تبوك فلما رأيته خاليا قلت : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة . قال : « بخ (1) بخ ، لقد سألت عن عظيم ، وأنه ليسير على من يسره الله عليه ، تقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتلقى الله لا تشرك به شيئا ، أولا أدلك على أبواب الجنة ، الصوم جنة ، والصدقة برهان ، وقيام الرجل في جوف (2) الليل يكفر الخطيئة » ، وتلا هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون (3) « وعن ابن عباس : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم ، وزيد في سعتها كذا وكذا ، وجمع الخلائق بصعيد واحد جنهم وإنسهم وينادي مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الحمادون لله على كل حال ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي مناد الثانية ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم : ليقم الذين كانت جنوبهم تتجافى عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا فيقومون ويسرحون إلى الجنة . ثم ينادي مناد الثالثة : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار (4) فيقومون فيسرحون إلى الجنة . فإذا أخذ هؤلاء الثلاثة خرج عنق من النار له عينان بصيرتان ولسان فصيح فيقول : إني وكلت بثلاثة ؛ بكل جبار عنيد فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيحشر بهم في جهنم . ثم يخرج الثانية فيقول : إني وكلت بمن آذى الله فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فيحبس بهم في جهنم . ثم يخرج الثالثة فيقول : إني وكلت بأصحاب التصاوير فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيحشر بهم في جهنم . فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة ، نشرت الصحف ووضعت الموازين ودعي الخلائق للحساب وعن عقبة بن عامر وربيعة الجرشي بمعناه

__________

(1) بخ : كلمة تقال لاستحسان الأمر وتعظيم الخير

(2) جوف الليل : ثلثه الأخير

(3) سورة : السجدة آية رقم : 16

পৃষ্ঠা ১৭

(4) سورة : النور آية رقم : 37 14 - حدثنا ابن أبي الدنيا ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا علي بن مسهر ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد ، قالت : قال رسول الله A : « إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة نادى مناد ليقم الذين كانت تتجافى (1) جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ، ثم يحاسب سائر الناس » وعن عبد الله قال : أنه لفي التوراة لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ، وما لا يعلمه ملك ولا مرسل قال : ونحن نقرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (2) وعن ابن عباس : كان عرش الله على الماء ، فاتخذ لنفسه جنة ، ثم اتخذ أخرى فأطبقها بلؤلؤة واحدة . ثم قال : ومن دونهما جنتان لا يعلم الخلق ما فيهما . ثم قرأ : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين تأتيهم فيها كل يوم تحفة

__________

(1) تتجافى : ترتفع وتتنحى إلى أعلى والمراد اجتهادهم بالطاعة في أوقات النوم والراحة

পৃষ্ঠা ১৮

(2) سورة : السجدة آية رقم : 17 15 - ثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني أبو صخر ، أن أبا حازم ، حدثه ، قال : سمعت سهل بن سعد الساعدي ، يقول : شهدت مع النبي A مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى . ثم قال في آخر حديثه : « فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » ثم قرأ هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (1) « قال أبو صخر فأخبرتها محمد بن كعب القرظي فقال : أبو حازم حدثك بهذا ؟ قلت : نعم . فتبسم ثم قال : إن ثم لكيسا كثيرا ، أنهم يا هذا أخفوا الله عملا وأخفى لهم ثوابا ، فلو كانوا قدموا عليه قد قرت تلك الأعين وعن مجاهد والحسن تتجافى جنوبهم عن المضاجع هو قيامهم من الليل قال مجاهد : يقومون يصلون من الليل وعن الضحاك قال : هم قوم لا يزالون يذكرون الله إما في الصلاة وإما قياما وإما قعودا ، وأما إذا استيقظوا من منامهم هم قوم لا يزالون يذكرون الله

__________

পৃষ্ঠা ১৯

(1) سورة : السجدة آية رقم : 16 ذكر من قال التجافي عن المضاجع هي الصلاة بين المغرب والعشاء قال أنس بن مالك في قول الله تتجافى جنوبهم عن المضاجع (1) قال : يصلون ما بين هاتين الصلاتين ، المغرب والعشاء وعن عبد الله بن عيسى : كان ناس من الأنصار يصلون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم : تتجافى جنوبهم عن المضاجع وعن ابن المنكدر وأبي حازم قالا : تتجافى جنوبهم عن المضاجع هي صلاة ما بين المغرب وصلاة العشاء ، صلاة الأوابين

__________

পৃষ্ঠা ২০

(1) سورة : السجدة آية رقم : 16 ذكر من قال التجافي عن المضاجع هي صلاة العشاء عن أم سلمة : تتجافى جنوبهم عن المضاجع (1) قالت : عن صلاة العتمة وعن أنس بن مالك : انتظار الصلاة التي تدعى العتمة قال محمد بن نصر : والأخبار التي ذكرناها عن معاذ بن جبل عن النبي A تدل على خلاف هذه المقالة قوله : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (2) . عن ابن عباس في قوله : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال : ما أقل ليلة تمر بهم ينامون فيها حتى يصبحوا لا يصلون فيها ، وفي رواية : قليلا كانوا ينامون وعن الحسن وابن نجيح : مدوا العقب إلى آخر الليل ، وكان الاستغفار في السحر . قال ابن أبي نجيح : كانوا قليلا ما ينامون ليلة حتى الصباح وعن مجاهد قال : كانوا لا ينامون كل الليل . وفي لفظ : قليلا ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون وعن الضحاك : كان المتقون قليلا وكانوا من الليل ما يقومون ومنه ما ينامون . وفي رواية : قال الله : إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا (3) يقول : المحسنون كانوا قليلا هذه مفصولة ثم استأنف فقال : من الليل ما يهجعون الهجوع النوم وبالأسحار هم يستغفرون (4) . قال : يقومون فيصلون . يقول : كانوا يقومون وينامون ، كما قال الله لمحمد A : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه (5) فهذا نوم وهذا قيام : وطائفة من الذين معك كذلك يقومون ثلثا ونصفا وثلثين . يقول : ينامون ويقومون وعن إبراهيم في قوله : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال : ما ينامون وعن مطرف قال : لا يأتي عليهم ليلة إلا قاموا فيها . وفي لفظ : إلا صلوا فيها وعن الحسن : كابدوا قيام الليل وعن مسلم بن يسار قال : قلما يأتي على المؤمن ليلة لا يقوم فيها وعن أنس في قوله : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون . قال : كانوا يتيقظون يصلون ما بين المغرب والعشاء وعن مطرف : كان لهم قليل من الليل لا يهجعونه ، كانوا يصلون وعن الحسن والزهري : كانوا يصلون كثيرا من الليل وعن أبي العالية : كانوا لا ينامون عن العشاء وعن محمد بن علي بن الحسين : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة وعن عطاء : كان ذلك إذ أمروا بقيام الليل إلا قليلا وعن قيس بن عطاء : إنما كانت هذه الآية فريضة قبل أن يفرض الصلاة . فلما فرضت الصلاة نسختها قليلا من الليل ما يهجعون قوله : إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا (6) ، عن ابن عباس قال : ناشئة الليل قيام الليل وفي رواية إن ناشئة الليل قال : هو بلسان الحبشة نشأ قام . ومثله عن أبي ميسرة وسعيد بن جبير وعن ابن عباس : الليل كله ناشئة وعن ابن عباس ، وعبد الله بن الزبير قالا : إذا أنشأت الليل فإنما هو ناشئة الليل ، كله ناشئة وعن مجاهد : ناشئة الليل قال : أي ساعة تهجد فيها متهجد من الليل وعن الضحاك : ناشئة الليل يعني الليل كله وعن معاوية بن قرة : قيام الليل وعن الحسن والضحاك : ناشئة الليل بعد العشاء الآخرة وعن أبي مجلز مثله وعن ثابت : كان أنس يصلي ما بين المغرب والعشاء . فقيل له : ما هذه الصلاة ؟ قال : أما سمعتم قول الله إن ناشئة الليل ؟ هذه ناشئة الليل وعن علي بن الحسين : ناشئة الليل ما بين المغرب والعشاء وعن ابن المنكدر وأبي حازم : ناشئة الليل ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء قوله هي أشد وطئا وأقوم قيلا . عن الأعمش ، قرأ أنس بن مالك : وأقوم قيلا ، « وأصوب قيلا » : فقيل له : يا أبا حمزة ، إنما هي أقوم قيلا . قال : أليس أقوم وأصوب وأهيأ واحد وعن الحسن في قوله : أشد وطئا وأقوم قيلا . قال : اثبت في القراءة وأقوى على القراءة وعن مجاهد : أشد وطئا . قال : مواطأة للقول وأفرغ للقلب وعن الضحاك : قراءة القرآن بالليل أثبت منه بالنهار وأشد مواطأة بالليل منه بالنهار وعن قتادة : هي أشد وطئا يقول : أثبت في الخير ، وأقوم قيلا يقول : وأحفظ للخير وعن ابن عباس : أن القرآن وحش فاستخلوا به قال محمد بن نصر : وقد أنكر بعض أهل العلم بالعربية أن تكون الناشئة بلسان الحبشة لقول الله : إنا جعلناه قرآنا عربيا (7) . وقال : بل هي بلسان العرب وهي مأخوذة من قوله : أو من ينشأ في الحلية ، ومن قوله إنا أنشأناهن إنشاء (8) أي ابتدأناهن . ويقال : نشأت تنشأ نشئا أي ابتدأت وأقبلت شيئا بعد شيء وأنشأها الله فنشأت وأنشأت فكأنه قال : إن ساعات الليل الناشئة . ومنه قوله : ولقد علمتم النشأة الأولى (9) يريد : ابتداء خلقهم

__________

(1) سورة : السجدة آية رقم : 16

(2) سورة : الذاريات آية رقم : 17

(3) سورة : الذاريات آية رقم : 15

(4) سورة : الذاريات آية رقم : 18

(5) سورة : المزمل آية رقم : 20

(6) سورة : المزمل آية رقم : 6

(7) سورة : الزخرف آية رقم : 3

(8) سورة : الواقعة آية رقم : 35

পৃষ্ঠা ২১