Mukhtasar Mughni al-Labib 'an Kutub al-A'arib
مختصر مغني اللبيب عن كتاب الأعاريب
প্রকাশক
مكتبة الرشد
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٢٧هـ
জনগুলি
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا له إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فقد قام فضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- عام ١٣٨٩هـ باختصار كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاري١ المتوفى عام ٧٦١هـ تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته.
_________
١- هو جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري، كان إمامًا في النحو، ولد بمصر عام ٧٠٨هـ، وتوفي بها عام ٧٦١هـ -رحمه الله تعالى- انظر الدرر الكامنة ج٢/٣٠٨، الأعلام ج٤/١٤٧، بغية الإيضاح ج٢/٦٨.
1 / 1
ثم إنه في عام ١٤١٧هـ سعى الشيخ فريد بن عبد العزيز الزامل السليم -أثابه الله- في نشر هذا المختصر النفيس واستأذن شيخه فأذن له بذلك وصدر مطبوعًا بعنايته -جزاه الله خيرًا- من حيث عزو الآيات ةتخريج الأحاديث والشواهد الشهرية وتوثيق النقول وعمل الفهارس التفصيلية.
وإنفاذًا للقواعد والتوجيهات التي قررها فضيلة شيخنا رحمه الله تعالى لإخراج مؤلفاته أعيد هذا الكتاب للطباعة والنشر.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم نافعًا لطلاب العلم وأن يجزي فضيلة شيخنا خير الجزاء ويضاعف له المثوبة والأجر ويعلي درجته في المهديين إنه سميع قريب.
اللجنة العلمية في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
٢٥/٥/١٤٢٦هـ
1 / 2
مقدمة الطبعة الأولى عام ١٤٢٧هـ:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن لمغني اللبيب لابن هشام الأنصاري ﵀ منزلة كبرى في نفسي، ومكانة عظمى، وفضلا لا أنكره، فهو أحد المفازع التي أفزع إليها -بعد التوكل على الله- إذا سلكت إلى مسألة نحوية فجا مظلما، أو سبيلا معوجا، أو أخطأت الصراط الأقوم، وكنت أجده الفج الواسع النير، والطريق القويم، والصراط المستقيم، ولكني لعول الصبر، وقلة الجلد، سرعان ما أمل، فإن لم أمل من إمعان النظر والتدقيق بالعبارة حتى أفهمها، مللت من طول الموضوع وسعته، فتجدني أقلب الصفحات أعدها أنتظر النهاية!!
1 / 3
ولقد سررت جدا عندما علمت بمختصر المغني لفضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين، فأملت أن يكون بغيتي، فلست أضيق ذرعا بإمعان الفكر الذي يحتاجه كل مختصر، ولكني أضيق بسعة الموضوع الذي هو سمة كل مطول.
ولما رأيته مخطوطا عرض لي الاعتناء به، والسعي في نشره، دون الإضافات والتعليقات، فلست أهلا لها، ولا أرى هذا علي إلا واجبا، وهي محاولة لعلها تكون بإذن الله ناجحة في خدمة لغة الكتاب العزيز ومن طلبها، فتوكلت على الله وبدأت.
ونظرا لقلة الخبرة، ولقصر النظر عن الاستقصاء، فلن يسلم هذا الاعتناء من عيوب لا مصدر لها سوى صاحبه، فإن تجد هذا أخي القارئ فغض الطرف عنه، والتمس لأخيك العذر، نسأل الله لنا ولك العفو والعافية. وأريد أن أنبهك أخي القارئ إلى أمور:
أولها: إذا رأيت الحاشية مشارا إليها بالرمز (.) فهي حاشية في المتن، أي من كلام المختصر حفظه الله.
الثاني: إذا ذكرت شرح التسهيل، فإنما أعني به الذي ألفه ابن مالك.
1 / 4
الثالث: إذا أحلت إلى المغني بدون تحديد فإنما أعني به الذي حققه د. مازن المبارك وعلي حمد الله.
عملي في هذا الكتاب:
يتلخص هذا الجهد المقل بهذه النقاط:
١- عزو الآيات القرآنية بذكر السورة ورقم الآية، يتساوى ما إذا كانت الآية المستشهد بها كاملة، أو كان المستشهد به بعضها، ثقة بمعرفة القارئ السابقة بالقرآن الكريم.
٢- تخريج الأحاديث النبوية من الصحيحين، وقد أخرج من غيرهما كمسند الإمام أحمد بن حنبل.
٣- تخريج الشواهد الشعرية، ونسبتها إلى قائليها متى أمكن ذلك، مائلا إلى الإجمال في ذلك، إذ ليس من المهم أن أفصل في روايات البيت، وعزو كل نسبة إلى مصدرها، إذ لا يترتب على هذا كبير فائدة، وليس من صميم العمل.
ويلاحظ القارئ أنني لم أعرب الأبيات، بل اكتفيت بذكر موضع الشاهد ووجه الاستشهاد فيها، وذلك لأنني قد سبقت بمن أعرب شواهد
1 / 5
المغني وشرحها واعتنى بها من قبلي، بل أفرد لها مؤلفا خاصا١.
٤- توثيق النقول، بذكر موضع النقل فيما توفر لدي من مؤلفات المنقول عنه، مكتفيا بموضع واحد إن تعددت المواضع.
٥- وضع الفهارس التفصيلية، فهارس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والشواهد الشعرية، والأعلام والأماكن والقبائل، خاتما بفهرس الموضوعات الواردة في الكتاب.
والله أسأل أن ينفع به، وأن يرزقنا إخلاص النية، وقبول العمل، وأن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى، ويهدينا صراطه المستقيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
فريد بن عبد العزيز الزامل السليم
عنيزة في ٤ / ٨ / ١٤١٧هـ
_________
١ انظر: شرح شواهد المغني للسيوطي، وشرح أبيان المغني للبغدادي.
1 / 6
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
هذا مختصر من المغني لابن هشام ﵀.
الباب الأول: في تفسير المفردات وذكر أحكامها
حرف الألف
"أ"١ وتأتي على وجهين:
أحدهما: أن تكون لنداء القريب، كقوله:
١- أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي٢
_________
١ انظر: المغني ص ١٧.
٢ هذا بيت من الطويل لامرئ القيس انظر: الديوان ص١٤٧، والشاهد قوله: "أفاطم" فقد استعمل الهمزة لنداء القريب.
1 / 5
الثاني: أن تكون للاستفهام، كقولك: أزيد قائم؟ وهي أصل أدوات الاستفهام، ولذلك اختصت بأمور:
أحدها: حذفها، كقوله:
٢- فوالله ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان١
الثاني: أنها تجمع بين التصور والتصديق، وغيرها إما للتصديق كـ "هل"، أو للتصور كبقية الأدوات.
الثالث: أنها تدخل على الإثبات والنفي، مثل: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ ٢.
الرابع: تمام التصدير، فلا تذكر بعد أم التي للإضراب، فلا يقال: أقام زيد أم أقعد. ويقال: أم هل قعد. وإذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو ثم أو الفاء قدمت على العاطف، مثل:
_________
١ هذا بيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: الديوان ص ٣٨٠، وهو فيه:
فوالله ما أدري وإني لحاسب ... بسبع رميت الجمر أم بثمان
والشاهد: قوله: بسبع، فالمراد: أبسبع.
٢ سورة الشرح، الآية: ١.
1 / 6
﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا﴾ ١ ﴿أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ﴾ ٢، وغيرها يتأخر مثل: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ٣، وعلى هذا فتكون الجملة التي بعد العاطف معطوفة على ما قبلها، هذا مذهب سيبويه٤ والجمهور، وخالف الزمخشري وجماعة، فقالوا الهمزة في موضعها والمعطوف عليه جملة محذوفة بين الهمزة والعاطف تقدر بحسب المقام٥، وهو ضعيف لعدم اطراده.
_________
١ سورة الروم الآية: ٩ وسورة فاطر، الآية: ٤٤ وسورة غافر: الآية: ٢١.
٢ سورة يونس. الآية: ٥١.
٣ سورة الأنبياء، الآية: ١٠٨.
٤ انظر: الكتاب: ٣ / ١٨٧ وما بعدها.
٥ فتقدر الأولى مثلا: أمكثوا ولم يسيروا. "الهمع ٢/٦٩".
1 / 7
فصل١
قد تخرج الهمزة عن الاستفهام إلى معان ثمانية تفهم من السياق:
الأول: التسوية، وهي الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، مثل: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾ ٢، ما أبالي أقمت أم قعدت.
الثاني: الإنكار الإبطالي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها غير واقع، كقوله تعالى: ﴿أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ﴾ ٣، ولذلك إذا دخلت هذه الهمزة على منفي لزم ثبوته، لأن إبطال النفي إثبات، كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ ٤.
الثالث: الإنكار التوبيخي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها واقع وفاعله ملوم، مثل: ﴿أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا﴾ ٥.
الرابع: التقرير، ومعناه حمل المخاطب على
_________
١ انظر: المغني ص٢٤.
٢ سورة البقرة، الآية: ٦.
٣ سورة الزخرف. الآية: ١٩.
٤ سورة الشرح، الآية: ١.
٥ سورة الأنعام، الآية: ١٦٤.
1 / 8
الإقرار بأمر قد تقرر عنده ثبوته أو نفيه، ويجب أن يليها الشيء المقرر به كما يجب في الاستفهامية أن يليها الشيء المستفهم عنه، تقول في الاستفهام عن الفعل أو تقريره: أضربت زيدا؟ وعن الفاعل: أأنت ضربته؟ وفي المفعول: أطعاما أكلت؟
الخامس: التهكم، كقوله تعالى: ﴿أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ﴾ ١.
السادس: الأمر، كقوله تعالى: ﴿أَأَسْلَمْتُمْ﴾ ٢.
السابع: التعجب، كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ ٣.
الثامن: الاستبطاء، كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ ٤.
أجل٥: حرف جواب كـ "نعم"، فتكون تصديقا للمخبر، وإعلاما للمستخبر، ووعدا للطالب.
_________
١ سورة هود. الآية: ٨٧.
٢ سورة آل عمران. الآية: ٢٠.
٣ سورة الفرقان. الآية: ٤٥.
٤ سورة الحديد. الآية:١٦.
٥ انظر: المغني ص٢٩.
1 / 9
إذن١: حرف عند الجمهور٢، وهي للجواب والجزاء، وقد تتمحض للجواب، والأكثر أن تقع في جواب إن أو لو ظاهرتين أو مقدرتين، مثال المقدر قوله تعالى: ﴿إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ﴾ ٣، ويوقف عليها بالألف كما تكتب به، وقيل بالنون، وقيل إن عملت فبالألف وإلا فبالنون للفرق بينها وبين إذا.
وتنصب المضارع بشرط تصديرها واستقباله واتصالهما، أو انفصالهما بالقسم أو بلا النافية، وقيل أو بالظرف أو بالنداء أو الدعاء أو بمعمول الفعل.
إن٤: على أربعة أوجه:
[الأول]: شرطية، مثل: ﴿إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ﴾ ٥.
_________
١ انظر: المغني ص٣٠.
٢ وهو الصحيح كما قال المرادي، وقد ذهب بعض الكوفيين والدنوشري إلى أنها اسم. حاشية يس على التصريح ٢/٢٣٤.
٣ سورة المؤمنون. الآية: ٩١.
٤ انظر: المغني ص٣٣.
٥ سورة الأنفال. الآية: ٣٨.
1 / 10
الثاني: نافية، وتدخل على الجملتين، نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ﴾ ١، ﴿إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ ٢. ولا يشترط أن تقع بعدها إلا كقوله تعالى: ﴿إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا﴾ ٣ والأكثر إهمالها وقيل بل تعمل عمل ليس.
الثالث: مخففة من الثقيلة، وتدخل على الجملتين، فإن دخلت على الاسمية جاز إعمالها خلافا للكوفيين٤، وإن دخلت على الفعل أهملت وجوبا، والأكثر أن يليها ماض ناسخ، ثم مضارع ناسخ، ثم ماض غير ناسخ ثم مضارع غير ناسخ، ولا يقاس على الأخيرين.
الرابع: زائدة، وأكثر ما تقع بعد ما النافية، كقوله:
٣- بني غدانة ما إن أنتم ذهب ... ولا صريف ولكن أنتم الخزف٥
_________
١ سورة المجادلة. الآية: ٢.
٢ سورة الكهف. الآية: ٥.
٣ سورة يونس. الآية: ٦٨.
٤ انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف. ١ / ١٩٥.
٥ هذا بيت من البسيط، لم أجد قائله، انظر شرح التسهيل ١/٣٧٠ والتصريح ١/١٩٦ والهمع ٢/١١٢ والدرر ٢/١٠١. وقد ورد هذا البيت بنصب ذهب وبرفعها، فالرفع على أن إن زائدة وقد أبطلت عمل ما النافية فلا تعمل عمل ليس. أما بالنصب فعلى أن إن نافية مؤكدة لما. انظر: عدة السالك ١/٢٧٥.
1 / 11
أن١: تأتي اسما ضميرا، نحو: أنت، والتاء حرف خطاب عند الجمهور، وتأتي حرفا على أربعة أوجه.
[الأول]: أن تكون حرف مصدر ناصبا للمضارع فتقع مبتدأ نحو: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ ٢. وفاعلا في نحو: يعجبني أن تقوم. ومفعولا نحو: أحب أن تقوم، ومجرورا نحو: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا﴾ ٣، وقد تهمل حملا على ما المصدرية، كقوله تعالى: ﴿لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ ٤ على قراءة الرفع٥.
الثاني: أن تكون مخففة من الثقيلة فتقع بعد فعل
_________
١ انظر: المغني ص٤١.
٢ سورة البقرة الآية: ١٤٨.
٣ سورة الأعراف الآية: ١٢٩.
٤ سورة البقرة الآية: ٢٣٣.
٥ وهي قراءة مجاهد وتروى عن ابن عباس، انظر: الدر المصون ٢/٤٦٣.
1 / 12
اليقين أو ما نزل منزلته، كقوله تعالى: ﴿أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ ١، وإذا دخلت على الجملة الاسمية نصبت الاسم ورفعت الخبر، وشرط اسمها أن يكون ضميرا محذوفا وخبره جملة، إلا أن يذكر اسمها فيجوز الأمران كقوله:
٤- بأنك ربيع وغيث مريع ... وأنك هناك تكون الثمالا٢
الثالث: أن تكون مفسرة بمعنى أي كقوله تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ﴾ ٣، وأنكرها الكوفيون، قال المؤلف وهو عندي متجه٤، ويشترط أن لا يدخل عليها جار، وأن تقع بين جملتين
_________
١ سورة طه الآية: ٨٩.
٢ هذا بيت من المتقارب، لجنوب أو عمرة بنت العجلان الهذلية.
انظر: الإنصاف ١/٢٠٧ وشرح المفصل ٨/٧٥ والتصريح ١/٢٣٢. الشاهد فيه: بأنك ربيع فقد ذكر اسم أن وهو كاف الخطاب وجاء خبرها مفرد وهو ربيع وفي الشطر الثاني جاء الخبر جملة فجاز الأمران.
٣ سورة المؤمنون. الآية:٢٧.
٤ وذلك لأنك لو أتيت بـ أي مكان أن في قولك: كتبت إليه أن قم، لم تجده مقبولا. المغني - تحقيق عبد الحميد - ١/٣٩.
1 / 13
السابقة فيها معنى القول دون حروفه إلا أن يكون القول مؤولا بغيره كما في قوله تعالى: ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ ١ أي ما أمرتهم إلا بما أمرتني به ... إلخ.
الرابع: أن تكون زائدة، مثل قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ ٢، وتفيد التوكيد كسائر الزوائد.
وزيد على هذه الأوجه أوجه أخرى، منها:
الأول: أن تكون شرطية، قاله الكوفيون ورجحه المؤلف٣.
الثاني: النفي.
الثالث: معنى إذ ذكره بعضهم في قوله تعالى: ﴿بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ﴾ ٤.
_________
١ سورة المائدة الآية: ١١٧.
٢ سورة يوسف الآية: ٩٦.
٣ فتكون كـ إن المكسورة، وذلك لأدلة منها تواردهما في الموضع الواحد، كقوله تعالى: ﴿أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا﴾ . انظر: المغني - عبد الحميد - ١/٤٤، وشرح المفصل ٢/٩٩.
٤ سورة ق الآية: ٢.
1 / 14
إن١: وتأتي على وجهين:
الأول: أن تكون حرف توكيد فتنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تنصبهما في لغة كقوله:
٥- إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافا إن حراسنا أسدا٢
وقد يرتفع بعدها المبتدأ فيكون اسمها ضمير الشأن محذوفا.
الثاني: أن تكون حرف جواب بمعنى نعم كقول ابن الزبير ﵁: "إن وراكبها". لمن قال له: "لعن الله ناقة حملتني إليك".
أن٣: وتأتي على وجهين:
الأول: أن تكون حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، وهي موصول حرفي تؤول مع
_________
١ انظر: المغني ص٥٥.
٢ هذا بيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: شرح التسهيل ٢/٩ والهمع ١/١٣٤والأشموني ١ /٢٣٠ ولم أجده في الديوان، الشاهد فيه: نصب أسدا وهي خبر إن، وخرج على أن الجزء الثاني حال والخبر محذوف، فيكون التقدير: إن حراسنا تلقاهم أسدا. حاشية الصبان ١/٢٦٩.
٣ انظر: المغني ص٥٥.
1 / 15
معموليها بمصدر، فإن كان الخبر مشتقا فالمصدر من لفظه مضافا إلى اسمها، مثل: بلغني أنك قائم، أي قيامك، وإن كان جامدا قدر بالكون، مثل: بلغني أنك زيد، أي كونك زيدا.
الثاني: أن تكون لغة في لعل.
أم ١: على أربعة أوجه:
الأول: أن تكون متصلة، وهي التي لا يستغني ما قبلها عن ما بعدها، وتقع بعد همزة التسوية، نحو: سواء علي أقمت أم قعدت، وبعد همزة يطلب بها وبـ أم التعيين، نحو: أزيد قائم أم عمرو، فالواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابا والكلام معها قابل للتصديق والتكذيب ولابد أن تكون بين جملتين في تأويل مفردين كما في الآية٢، والتقدير: سواء عليهم استغفارك لهم وعدمه. والواقعة بعد همزة التعيين بخلافها فيما ذكر، فتقع بين مفردين كالمثال، أو جملتين ليستا في تأويل المفردين، كقوله:
_________
١ انظر: المغني ص٦١.
٢ الآية هي قوله تعالى: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ . في سورة المنافقون رقم: ٦.
1 / 16
٦- لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر١
الوجه الثاني: أن تكون منقطعة، وهي التي لا يفرقها الإضراب وتقع في الخبر المحض، كقوله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ ٢ وفي استفهام بغير الهمزة، كقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ﴾ ٣، وفي استفهام بالهمزة إذا خرج عن معناه الأصلي، كقوله تعالى: ﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا﴾ ٤ لأن الهمزة هنا للإنكار، وقال أبو عبيدة٥: إنها قد تفارق الإضراب للاستفهام المجرد.
_________
١ هذا بيت من الطويل للأسود بن يعفر أو للعين المنقري، انظر: الكتاب ٣/١٥٤. والمقتضب ٣/٢٩٤ والتصريح ٢/١٤٣.
والشاهد فيه: حذف همزة الاستفهام في قوله: شعيث وذلك للضرورة سهل ذلك دلالة أم عليها، فالأصل: أشعيث.
٢ سورة السجدة. الآيتان: ٢، ٣.
٣ سورة الرعد. الآية: ١٦.
٤ سورة الأعراف. الآية: ١٩٥.
٥ انظر تعليق محي الدين عبد الحميد في أوضح المسالك ٣/٣٧٤.
1 / 17
الثالث: أن تقع زائدة، كقوله:
٧- ياليت شعري ولامنجامن الهرم ... أم هل على العيش بعد الشيب من ندم١
الرابع: أن تكون للتعريف كما نقل عن حمير وطيء مثل: أمقمر.
"أل" ٢: على ثلاثة أوجه:
الأول: أن تكون اسما موصولا مشتركا ويوصل بها اسم الفاعل واسم المفعول دون الصفة المشبهة واسم التفضيل، وقد توصل بظرف أو جملة اسمية أو فعلية فعلها مضارع وذلك خاص بالشعر.
الثاني: أن تكون حرف تعريف إما للعهد أو للجنس، والعهد إما ذكري أو ذهني أو حضوري، والجنس إما لاستغراق الأفراد، أو استغراق خصائص الأفراد، أو لتعريف الماهية.
_________
١ هذا بيت من البسيط لسعد بن جؤية. انظر: الأزهية ص ١٣١، والخزانة ٨/١٦١ والدرر ٦/١١٥. والشاهد فيه: أم هل على العيش فأم هنا زائدة.
٢ انظر: المغني ص٧١.
1 / 18