মুখতাসার মিনহাজ কাসিদিন
مختصر منهاج القاصدين
প্রকাশক
مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ
প্রকাশনার স্থান
دمشق
(١) أخرج الدارمي ٢/ ١٣٣ من حديث سعد بن أبي وقاص قال: لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان ممن ترك النساء بعث، إليه رسول الله ﷺ: فقال: "يا عثمان إني لم أومر بالرهبانية ... " وسنده قوي، وأخرج أحمد ٦/ ٢٢٦ من طريق عروة قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على عائشة وهي باذة الهيئة، فسألتها: ما شأنك، فقالت: زوجي يقوم الليل، ويصوم النهار، فدخل النبي ﷺ، فذكرت عائشة ذلك له، فلقى رسول الله ﷺ عثمان، فقال: "يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا، أفما لك فيّ أسوة ... " ورجاله ثقات. وأخرج البخاري: ٩/ ١٠١، ومسلم (١٤٠٢) من حديث سعد بن أبي وقاص أنه: "رد رسول الله ﷺ على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا" وقد ذم الله أهل الكتاب لابتداعهم الرهبانية، وأخبر أنه لم يشرعها لهم وإنما التزموها من تلقاء أنفسهم، قاصدين بذلك رضوان الله، لكنهم لم يقوموا بما التزموه حق القيام، فقال سبحانه ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾ قال ابن كثير: وهذا ذم لهم من وجهين، أحدهما، الابتداع في دين الله مما لم يأمر به الله، والثاني: في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة تقربهم إلى الله ﷿. ولما قال أحد الثلاثة الذين أتوا بيوت النبي ﷺ، يسألونه عن عبادته: وقال: إني لا أتزوج النساء، غضب رسول الله ﷺ وقال: "والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" أخرجه البخاري في "صحيحه".
1 / 120