قال فقال قائل من ضعفه أهل الرأي الدليل على أنه فرض أن في حديث حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء جبريل بالوتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال وجبريل لا يأتي إلا بالفرض فيقال له هذا خبر غير ثابت عند أهل المعرفة بالأخبار ومع ذلك لا دليل فيه على ما قلت قد كان جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بآيات من القرآن أمره فيها بأمور لا اختلاف بين العلماء في أن العمل بها تطوع فإذا جاز أن يكون فيما جاءه به من القرآن أمور العمل بها تطوع فما جاءه به مما ليس بقرآن فهو أحرى أن يجوز أن تكون منه تطوع من ذلك قول الله تعالى
ﵟومن الليل فسبحه وأدبار السجودﵞ
فاتفق عامة أهل العلم بالتفسير على أنهما الركعتان بعد المغرب ومن ذلك قوله
ﵟومن الليل فسبحه وإدبار النجومﵞ
فقالوا هما الركعتان قبل صلاة الغداه وقد قال بعضهم هو التسبيح في أدبار الصلوات وكل ذلك تطوع
عن مجاهد وأدبار السجود قال علي الركعتان بعد المغرب
وقال ابن عباس رضي الله عنه التسبيح بعد الصلاة
وفي رواية التسبيح في أدبار الصلوات
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه لما نزلت
ﵟفسبح باسم ربك العظيمﵞ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت
ﵟسبح اسم ربك الأعلىﵞ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في سجودكم
وأصحاب الرأي لا يختلفون في أن التسبيح في الركوع والسجود تطوع فإذا كان ما نزل به كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجوز أن يكون تطوعا فما لم ينزل به كتاب الله أحرى أن يجوز أن تكون تطوعا
وعن سفيان الوتر ليس بفريضة ولكنه سنة إن شئت أوترت بركعة وإن شئت بثلاث وإن شئت بخمس وإن شئت بسبع وإن شئت بتسع وإن شئت بإحدى عشرة لا تسلم إلا في آخرهن
পৃষ্ঠা ৮৬