قال الشافعي: عن حُمَرَانِ مَوْلَى عُثْمَانَ بن عفان عن عثمان بن عفان أنه توضأ بالمقاعد ثلاثاً ثلاثة ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من توضأ وضوئي هذا خرجت خطاياه من وجهه ويديه ورجليه.

قال الشافعي: وليس هذا إختلافاً ولكن رسول الله ﷺ إذا توضأ ثلاثاً وتوضأ مرة فالكمال والأختیار ثلاث وواحدة تجزىء. فأحب للمرء أن یوضىء وجهه ويديه ورجليه ثلاثاً ثلاثاً ويمسح برأسه ثلاثاً ويعم بالمسح رأسه فإن أقتصر في غسل الوجه واليدين والرجلين على واحدة فأتى على جميع ذلك أجزأه وإن اقتصر في الرأس على مسحة واحدة بما شاء من يديه أجزأه ذلك وذلك أقل ما يلزمه. وإن وضأ بعض أعضائه مرة وبعضها اثنين وبعضها ثلاثاً أجزأه لأن واحدة إذا أجزأت في الكل أجزأت من البعض منه.

قال الشافعي: عن عبد الله بن زيد أن رسول الله ﷺ توضأ فغسل وجهه ثلاثاً ویديه مرتين مرتین ومسح رأسه بیديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب به إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه.

قال الشافعي: ولا أحب للمتوضیء أن یزید علی ثلاث وإن زاد لم أکرهه إن شاء الله تعالى وإذا وضأ الرجل وجهه ويديه ثم أحدث أستأنف الوضوء.

بآب جماع المسح على الخفين

قال الشافعي: قال الله تبارك وتعالى ﴿فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم إلى الكعبين﴾ الآية^(٣)

قال الشافعي: فاحتمل أمر الله عز وجل بغسل القدمين على أن يكون على كل متوضىء واحتمل أن يكون على بعض المتوضئين دون بعض فدل مسح رسول الله ﷺ