মুহতাসার ইহতিলাফ আল-উলামা
مختصر اختلاف العلماء
জনগুলি
============================================================
هوهو منظور فيه، فان له درجة عالية ورتبة شامخة قد خالف بها صاحب المذهب في كثير من الأصول والفروع، ومن طالع شرح معاني الآثار وغيره من مصنفاته، يجده يختار خلاف ما اختاره صاحب المذهب كثيرا، إذا كان ما يدل عليه قويا، فالحق أنه من المجتهدين المنتسبين الذين ينتسبون إلى إمام معين من المجتهدين لكن لا يقلدونه لا في الفروع ولا في الأصول، لكونهم متصفين بالاجتهاد، وإنما انتسبوا إليه لسلوكهم طريقه في الاجتهاد، وإن انحط عن ذلك فهو من المجتهدين في المذهب القادرين على استخراج الأحكام من القواعد التي قررها الإمام، ولا تتحط مرتبته عن هذه المرتبة أبدا، على رغم أنف من جعله منحطا، وما أحسن كلام المولى عبد العزيز المحدث الدهلوي في بستان المحدثين، حيث قال ما معربه: إن مختصر الطحاوي يدل على أنه كان مجتهدا، ولم يكن مقلدا للمذهب الحنفي تقليدا محضا، فإنه اختار فيه أشياء تخالف مذهب آبي حنيفة، لما لاح له من الأدلة القوية، انتهى. وبالجملة فهو في طبقة أبي يوسف ومحمد لا ينحط عن مرتبتهما على القول المسدده(1). وهذا ما توصلت إليه من خلال دراستي لهذا الجانب في بحثي المطبوع (أبو جعفر الطحاوي)(2).
وقد شهد له الأئمة الأعلام بذلك: قال أبو سعيد بن يونس (معاصره): اكان الطحاوي ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله"(3) .
وهذه الشهادة كافية وحدها، فإن أقوال ابن يونس في المصريين هي أوثق الأقوال. وتناقل المؤرخون بعده هذه العبارة، واكدوها بكثير من الثناء الجميل.
قال ابن النديم (385ه): (كان أوحد زمانه علما)(4) .
(1) التعليقات السنية على الفوائد البهية، ص 31، 32.
(2) انظره بالتفصيل؛ ص 6ه1 وما بعدها.
(3) سير أعلام النبلاء، 29/15؛ لسان الميزان، 276/1.
(4) الفهرست، ص 207.
পৃষ্ঠা ৪৩