مِنْهَا جدا لِكَثْرَة رطوبته وَكَذَلِكَ مَا كبر مِنْهَا جدا لَا خير فِيهِ. وأصحّ اللَّحْم من ذَوَات الْأَرْبَع، وَالطير مَا كَانَ فتيًا لَيْسَ بصغير جدا وَلَا كَبِير جدا.
وَلحم الطير: أحرّ وأيبس من لُحُوم ذَوَات الْأَرْبَع، فلحم الدَّجَاج والديوك حارّ معتدل، وَلحم الفراريخ الذُّكُور أحرّ وألطف ومرقتها تلين الْبَطن.
وَلحم الإوز والبط: أحرّ وَأَغْلظ من جَمِيع الطير الأهلي، وَلحم الْحمام حارّ رطب ينفع الكليتين وَيزِيد فِي الْمَنِيّ وَالدَّم. وأخفّ مَا فِي الطير الْجنَاح والصدر، وبطون جَمِيع الطير [حارّة حَدِيدَة] .
وَلحم صَغِير وَحش الطير: أقلّ حرًّا وَأَعْدل من الأنسي مِنْهَا، وَقد يطعم الْمَرِيض من جَمِيع أَنْوَاع الطير، وَلَا يطعم شَيْئا مِمَّا فِي بطونها وَذَلِكَ لِأَن بطونها حارّة حَدِيدَة. وأخفّ لحم الطير الدَّجَاج وَبعده الحجل واليمام.
وَلُحُوم البراطيل: تزيد فِي الْمَنِيّ.
وَلُحُوم طير المَاء: رطبَة غَلِيظَة لِأَنَّهَا تغذى بالحشيش والسمك وَهُوَ أرطب وَأَغْلظ من الْأَهْلِيَّة والحبسية.
قَالَ عبد الْملك:
وَجَمِيع مَا ذكرت من أَنْوَاع لحم الطير والأنعام قد يخْتَلف عِنْد الصَّنْعَة الَّتِي يصنع بهَا كاختلاف لحومه وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِن صنع بالخل احْتمل قُوَّة الْخلّ وَتغَير إِلَيْهِ، وَإِن عمل بالحبوب تغير إِلَيْهَا وَاحْتمل قوتها وَإِن شوي كَانَ على قوته.
قَالَ عبد الْملك:
وبيض الدَّجَاج: معتدل وبياضه غليظ بَارِد بطئ الانهضام، و[قشر] الْبيض
1 / 68