تأليف
ابن العبري
الفصل الأول
في إقامة البرهان على وجود النفس
نقول: وجود النفس أمر فطري غني عن التعريف لأن كلا
1
منا يشير [2] إلى ذاته بقوله: أنا، فليس إشارته إليه أمرا عدميا
2
فإن العدم لا إشارة إليه، وهذا معلوم عند العلماء والجهال، أعني أنه ليس في العالم إنسان يغفل عن نفسه ولو قدر أن يغفل عن كل ما في الوجود مثل جسمه وأعضائه وحركاته إلى غير ذلك فعن ذاته لا يتصور غفوله البتة.
لكن آراء أهل العلم قد اختلفت في هذا الوجود: فقوم ظنوه جسما وقوم عرضا وقوم نفوه عنهما معا. والذين ظنوه جسما زعموا أنه
অজানা পৃষ্ঠা