আল-মুহতাসার ফি আখবার আল-বাসার
المختصر في أخبار البشر
প্রকাশক
المطبعة الحسينية المصرية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
জনগুলি
ইতিহাস
ثم اتفقوا على أن يحكّموا أول داخل من باب الحرم، فكان رسول الله ﷺ أول داخل، فحكموه، فأمرهم أن يضعوا الحجر في ثوب، وأن يمسك كل قبيلة بطرف من أطرافه، وأن يرفعوه إِلى موضعه، ففعلوا ذلك، وأخذه رسول الله ﷺ عند وصوله إِلى موضعه، فوضعه بيده موضعه، ثم أتموا بناء الكعبة، وكانت تكسى القباطي ثم كسيت البرود، وأول من كساها الديباج الحجاج ابن يوسف، وكان عمر النبي ﷺ حين رضيت قريش بحكمه خمسًا وثلاثين سنة قبل مبعثه بخمس سنين.
مبعث رسول الله
ﷺ
ولما بلغ رسول الله ﷺ أربعين سنة، بعثه الله تعالى إِلى الأسود والأحمر، رسولًا ناسخًا بشريعته الشرائع الماضية، فكان أول ما ابتدئ به من النبوة الرؤيا الصادقة، وحبب الله تعالى إليه الخلوة، وكان رسول الله ﷺ يجاور في جبل حراء من كل سنة شهرًا، فلما كانت سنة مبعثه، خرج إِلى حراء في رمضان للمجاورة فيه، ومعه أهله. حتى إِذا كانت الليلة التي أكرمه الله ﷾ فيها جاءه جبريل ﵇ فقال له: اقرأ. قال له فما أقرأ قال: " اقرأ باسم ربك الذي خلق " العلق: ١ " إِلى قوله " علم الإِنسان ما لم يعلم " " العلق: ٥ " فقرأها. ثم إِن النبي ﷺ خرج إِلى وسط الجبل، فسمع صوتًا من جهة السماء: يا محمد أنت رسول الله، وأنا جبرائيل، فبقي واقفًا في موضعه يشاهد جبرائيل حتى انصرف جبرائيل، ثم انصرف النبي ﷺ، وأتى خديجة فحكى لها ما رأى، فقالت: أبشر فوالذي نفس خديجة بيده، إنفي لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، ثم انطلقت خديجة إِلى ورقة بن نوفل، وهو ابن عمها، وكان ورقة قد نظر في الكتب وقرأها، وسمع من أهل التوراة والإنجيل، فأخبرته ما أخبرها رسول الله ﷺ، فقال ورقة: قدوس، والذي نفس ورقة بيده لئن صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى بن عمران، وإنه نبي هذه الأمة، فرجعت خديجة إِلى رسول الله ﷺ فأخبرته بقول ورقة. ولما قضى رسول الله ﷺ جواره وانصرف، طاف بالبيت أسبوعًا، ثم انصرف إِلى منزله، ثم تواتر الوحي إِليه أولًا فأولًا، وكان أول الناس إِسلامًا خديجة، لم يتقدمها أحد، وفي الصحيح أن النبي ﷺ قال: " كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إِلا أربع: آسية زوجة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ".
أول من أسلم من الناس
لا خلاف في أن خديجة أول من أسلم، واختلف فيمن أسلم بعدها، فذكر صاحب السيرة وكثير من أهل العلم، أن أول الناس إِسلامًا بعدها، علي بن أبي طالب ﵁، وعمره
1 / 115